تأثير فريد .. الموسيقى تعزز تواصل المجتمعات وتثري التراث الإنساني بشكل مستدام
الموسيقى تشكل الهوية الثقافية وتعزز التواصل الحضاري بين الشعوب، إذ تلعب دورًا محوريًا في إثراء التراث الإنساني والتقريب بين الحضارات المختلفة عبر التاريخ. جاء هذا التأكيد خلال جلسة حوارية في قصر الرميلة بالفجيرة، حيث استعرض الخبراء تطور الموسيقى وأثرها العميق على المجتمعات.
كيفية اكتشاف وتنمية المواهب الوطنية في مجال الموسيقى
أكد ولي عهد الفجيرة اهتمام القيادة الرشيدة باكتشاف وتنمية المواهب الوطنية في الموسيقى، مشيرًا إلى دعم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، للفنون بجميع أشكالها من خلال مبادرات وبرامج تُسهم في توسيع آفاق الإبداع الموسيقي بين الأجيال الشابة. يأتي ذلك تعزيزًا لقطاع الثقافة والفنون والصناعات الإبداعية داخل الدولة، بهدف ترسيخ مكانة الموسيقى كجزء رئيسي من الهوية الوطنية والثقافية.
الموسيقى كمرآة للهوية الثقافية وجسر للحوار الحضاري
تناولت الجلسة الحوارات حول دور الموسيقى التي تتجاوز كونها فنًا لتصبح مرآة تعكس الهوية الثقافية وتعزز التفاعل الحضاري بين الشعوب. تم استعراض مراحل تطور الموسيقى منذ بداياتها، ومنها دور الحضارات الإسلامية في تطوير هذا الفن ونقله إلى الغرب، مما ساهم في التلاقح والتأثير المتبادل بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والموسيقى الشرقية بطريقة تبرز التفاعلات الثقافية المتنوعة عبر القرون.
دور الموشحات الأندلسية في إثراء التراث الموسيقي العالمي
سلطت الجلسة الضوء على الموشحات الأندلسية كجزء حيوي من التراث الموسيقي الإنساني، مؤكدة كيف ساهمت هذه الموسيقى في تشكيل صورة الشرق ضمن الموسيقى الكلاسيكية الغربية، وبيّنت العلاقة التفاعلية عبر الزمن بين الموسيقى الشرقية والغربية. كما نوقش تأثير الموشحات الأندلسية في تعزيز الفهم الثقافي من خلال الفن، والدور الذي تلعبه الموسيقى في تعزيز تواصل الحضارات وتثبيت أواصر التعاون الثقافي.
يُذكر أن المتحدثين استعرضوا واقع الموسيقى اليوم في العالم العربي، مشددين على التحديات المعاصرة التي تواجه الحفاظ على الهوية الموسيقية، والضرورة المُلِحّة لتجديد المحتوى الموسيقي واحتضان المواهب الجديدة، بما يتواكب مع التحولات الاجتماعية والثقافية ويُعزز حضور الفن العربي على المستوى العالمي.
من جهته، شدد مدير مجلس محمد بن حمد الشرقي على أهمية هذه الجلسات في رفع وعي المجتمع بأهمية الفنون والموسيقى، من خلال مناقشة موضوعات تعكس عناصر الهوية الثقافية، واستضافة نخبة المختصين والمفكرين والفنانين. حضر الفعالية عدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية من بينهم مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة ووكيل وزارة الثقافة، إلى جانب متعدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والموسيقي في الإمارة.
| المتحدثون | التخصص |
|---|---|
| الدكتور ناصر بن حمد الطائي | باحث ومؤلف موسيقي ومستشار في دار الأوبرا السلطانية بسلطنة عمان |
| الدكتور هيّاف ياسين | دكتور في الموسيقى وعلم الموسيقى واختصاصي في علوم التربية الموسيقية بلبنان |
