فرص تمويلية واعدة.. رئيس الرقابة المالية يؤكد أهمية تقارير الاستدامة في دعمها

تقارير الاستدامة بوابة الفرص التمويلية المتنوعة للهيئات والأسواق المالية

تحظى تقارير الاستدامة بأهمية متزايدة في الأسواق المالية، إذ تعد بوابة رئيسية للحصول على فرص تمويلية متعددة، ويبرز دور الرقابة المالية في دعم هذا الجانب الحيوي. في سياق ملتقى IFAC Connect 2025 بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قدّم الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية ونائب رئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية لهيئات أسواق المال (IOSCO)، عرضًا ناقش فيه التزام المنظمة بتقارير الاستدامة وأبعادها المستقبلية.

الرقابة المالية ودور تقارير الاستدامة في فرص التمويل

يشغل الدكتور محمد فريد منصب نائب رئيس المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال، ورئيس لجنة الأسواق النامية والناشئة التي تمثل أكبر لجان المنظمة بنسبة تجاوزت 75% من عضويتها، وتضم نحو 90 عضوًا و24 عضوًا مشاركًا من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، بالإضافة إلى 10 أعضاء من مجموعة العشرين. وأوضح خلال عرضه أن تقارير الاستدامة تعتبر مدخلًا محوريًا للحصول على السندات الخضراء والتمويل الميسر وآليات التمويل المختلط، حيث تعزز الإفصاحات الشفافة والموثوقة مكانة الحكومات والشركات لدى المؤسسات التمويلية. وأضاف أن هذه التقارير تتجاوز كونها مطلبًا تنظيميًا لتتحول إلى أداة ذكية تفتح آفاقًا واسعة للدعم المالي والتنمية المستدامة.

الرقمنة كركيزة مستقبلية لتطوير تقارير الاستدامة في الأسواق المالية

ركز الدكتور فريد في عرضه على أهمية الرقمنة في مستقبل تقارير الاستدامة، مشيرًا إلى دعم منظمة الأيوسكو لتطوير التصنيفات الرقمية لمعايير ISSB المحاسبية، والتي تساهم في جعل الإفصاحات قابلة للقراءة الآلية والمقارنة بسهولة. وأكد أن إنشاء إطار رقمي عام للتقارير وترميزها في القطاع العام وربطها مباشرة بالإفصاحات المالية يُعزز من شفافية المعلومات ويجعل التقارير أكثر قابلية للاستخدام عبر أدوات التحليل واتخاذ القرار والتدقيق، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على جودة الأداء في الأسواق المالية.

تعزيز قدرات الكوادر وتطوير إطار موحد لتقارير الاستدامة الدولية

أشار رئيس هيئة الرقابة المالية إلى اعتماد معايير الاستدامة الدولية (ISSB) كنواة لتطوير إطار موحد لتقارير الاستدامة لدى منظمة الأيوسكو، مبينًا جهود تعزيز قدرات الكوادر البشرية المختصة في هيئات الرقابة على أسواق المال. وأوضح أن الشراكة بين لجنة الأسواق النامية والناشئة ومجلس معايير الاستدامة الدولي تهدف إلى ترسيخ معايير موحدة في أسواق المال، حيث تواصل اللجنة حوارها مع 117 من الأعضاء لمناقشة الخطط والخبرات والتحديات المرتبطة بتبني معايير ISSB. في هذا السياق، تعمل المنظمة على إطلاق أدوات وموارد تدريبية بالتعاون مع شركاء استراتيجيين مثل الاتحاد الدولي للمحاسبين والهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين، ما يعزز من جاهزية الأسواق وقدرتها على تطبيق المعايير المتطورة.

• تشمل جهود بناء القدرات الإشراف والتطبيق العملي للمعايير الدولية.
• تُعنى بتمكين الأسواق من مواجهة الجوانب المعقدة في معايير IFRS S1 وIFRS S2.
• تُركز على تقييم مستوى جاهزية الأسواق لضمان الامتثال والشفافية.

تؤكد منظمة الأيوسكو مكانتها كمرجعية عالمية لضبط أسس وقواعد عمل الأسواق المالية وضمان كفاءتها، إذ تشمل عضويتها ما يقارب 95% من مراقبي أسواق الأوراق المالية على مستوى العالم. ويرى الدكتور فريد أن تطبيق ممارسات الاستدامة لا يقتصر على الشركات المدرجة فقط، بل يجب أن يشمل كافة الشركات لتعزيز التنافسية وجذب الاستثمارات الأجنبية، مع الإقرار بأن الشركات غير المقيدة تواجه تحديات تنظيمية تتطلب تطويرًا مستمرًا في الأطر التنظيمية ورفع كفاءات العاملين فيها. كما يشدد على أهمية توجيه معايير الاستدامة لتلبية احتياجات المستثمرين والأسواق المالية، مما يتيح للشركات تقديم بيانات دقيقة تساعد في دعم أسواق رأس المال العالمية بشكل فعّال.