إضرابات قابس تتصاعد.. وحكومة تونس تكشف خطة إنقاذ شاملة للمدينة
تتصاعد جهود الحد من التلوث في مدينة قابس التونسية وسط إضرابات مستمرة، حيث أعلن وزير التجهيز صلاح الزواري عن خطة هامة لمعالجة أزمة التلوث البيئي في قابس جنوب شرقي البلاد. وجاءت هذه الخطوة عشية إضراب عام دعت إليه منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل احتجاجًا على الانبعاثات الضارة الصادرة عن وحدات المجمع الكيميائي.
خطة معالجة التلوث في قابس: إيقاف سكب الفوسفوجيبس واستثماره بطرق مبتكرة
تتضمن خطة الحكومة التونسية لاحتواء التلوث البيئي في قابس إيقاف سكب مادة الفوسفوجيبس في البحر بشكل استثنائي، مع إنشاء خزان مراقب لتجميع المادة بهدف إعادة تدويرها واستخدامها في صناعة مواد البناء. يستند هذا التوجه إلى بحوث وتجارب تطبيقية ناجحة في عدة دول، تعزز إمكانية تحويل الفوسفوجيبس إلى مورد بيئي بدلاً من ملوث. وأشار الوزير صلاح الزواري إلى تجربة ميدانية في منطقة تبرورة بصفاقس، حيث تم استصلاح أرض تغطيها الفوسفوجيبس لتتحول إلى غابة، مما يؤكد جدوى التحكم في المادة لتحقيق تعافي بيئي ملموس.
مشاريع بيئية مكملة وتعاون دولي لتحسين جودة البيئة في قابس
تتجاوز خطط الحكومة التونسية معالجة التلوث عبر مشاريع متعددة تتطلب استثمارات كبيرة وتعاونًا دوليًا، حيث يجري التفاوض مع البنك الإفريقي للتنمية للحصول على اعتمادات بقيمة 180 مليون دينار تونسي لتعزيز البيئة الصناعية في قابس. هذه المشاريع تشمل استكمال ستة مبادرات بيئية تهدف إلى التحكم في انبعاثات الغازات وتحسين جودة الهواء؛ إلا أن تأخير تنفيذها ساهم في تفاقم المشاكل البيئية بالمنطقة. ويُنتظر أن تُستكمل هذه المشاريع بحلول نهاية 2025، ومنها مشروع الحد من انبعاث الحامض النتريكي الذي بلغ إنجازه 98% مع تعهدات حكومية بتسريع الإنجاز لضمان بيئة صحية أكثر للسكان.
التحديات البيئية والاقتصادية للحفاظ على الصناعة وحماية صحة السكان في قابس
يبقى التوازن بين استمرارية النشاط الصناعي في قابس والحفاظ على صحة المواطنين واحدًا من أصعب المعادلات، خاصة مع اعتماد تونس الكبير على قطاع الفوسفات الذي يوفر نحو 14 ألف فرصة عمل مباشرة ويدعم الإنتاج الزراعي عبر الأسمدة. وعلى الرغم من ذلك، فقد أثارت الانبعاثات الغازية المرتبطة بإنتاج حمض الفسفوري وسماد الفوسفات وما يتبعها من تلوث هواء ومياه مخاوف السكان، الذين خرجوا في احتجاجات متكررة خلال الأسابيع الماضية، مع تسجيل حالات اختناق ونقل مئات المرضى إلى المستشفيات خلال شهري سبتمبر وأكتوبر. ويرجع تاريخ المجمع الكيميائي في قابس إلى سبعينات القرن الماضي، حيث بدأ إنتاجه من حمض الفسفوري في 1972 قبل التوسع في منتجات أخرى مثل سماد ثنائي الأمونيوم ونترات الأمونيوم خلال الثمانينيات، معتمداً على خامات الفوسفات من مناجم قفصة القريبة.
- إيقاف سكب الفوسفوجيبس في البحر وإنشاء خزن مراقبة لتدوير المادة
- التفاوض مع البنك الإفريقي للتنمية لتمويل مشاريع بيئية بقيمة 180 مليون دينار
- البدء الفوري في استكمال ستة مشاريع بيئية لتحسين جودة الهواء والحد من الانبعاثات
- تحقيق نسبة إنجاز 98% في مشروع الحد من انبعاث الحامض النتريكي بحلول 2025
- التعامل مع تدهور الوضع البيئي المتزايد وتأثيره الصحي على السكان
