بريطانيا تواجه تداعيات صادمة.. 100% تعريفات على صناعة الأفلام بعد تهديدات ترامب

تهديد فرض رسوم جمركية 100% على صناعة الأفلام البريطانية يمثل تحديًا حقيقيًا لقطاع السينما في المملكة المتحدة، الذي يواجه صعوبات متزايدة على مختلف الأصعدة وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.

تأثير فرض رسوم جمركية 100% على صناعة الأفلام البريطانية

يُعتبر فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة تهديدًا مباشرًا لصناعة السينما البريطانية التي تكافح بالفعل في مواجهة تحديات جمة، بدءًا من تباطؤ مبيعات شباك التذاكر عقب جائحة كورونا مرورًا بزيادة المنافسة من منصات البث الرقمية، بالإضافة إلى الإضرابات المستمرة التي تشهدها نقابة ممثلي الشاشة (SAG AFTRA)، مما يضاعف الضغوط الاقتصادية على المنتجين والمخرجين في المملكة المتحدة. فالرسوم الجمركية المرتفعة تُحبط فرص التصدير وتخفض من قدرة الأفلام البريطانية على الوصول إلى السوق الأمريكي، وهو ما يُهدد استدامة هذا القطاع الحيوي.

دور الاستثمار الأمريكي في دعم صناعة الأفلام البريطانية

يُشكل الاستثمار الأمريكي حجر الزاوية في دعم صناعة الأفلام في بريطانيا، حيث تُقدّر نسبة الإنفاق الأمريكي على الإنتاج السينمائي في استوديوهات المملكة المتحدة بحوالي 65% من إجمالي الإنفاق، وفقًا لتقرير معهد الفيلم البريطاني (BFI). يوضح المخرج هوارد بيري أن قطاع السينما البريطانية يعتمد على هذه الاستثمارات لكي يتمكن من إطلاق مشاريع جديدة، مُشيرًا إلى أن غياب التمويل الأميركي قد يجرّ الصناعة إلى مأزق حقيقي، إذ لا تمتلك الجهات المحلية القدرة الكافية لتوفير موارد مالية ضخمة لإنتاج الأفلام. الاستوديوهات البريطانية مثل باينوود وشيبرتون تعتمد بشكل كبير على التعاون والشراكات مع الكيانات الأمريكية لتطوير الأفلام وضمان استمراريتها.

التحديات والحلول الممكنة لمواجهة رسوّم الأفلام على الصناعة البريطانية

تتعقد عملية فرض رسوم جمركية على الأفلام المنتجة في عدة دول، منها بريطانيا، بسبب الطبيعة التعاونية لصناعة الأفلام الحديثة التي تعتمد على مراحل متفرقة تشمل كتابة السيناريو والتصوير وما بعد الإنتاج موزعة جغرافيًا. يشير تيم ريتشاردز، الرئيس التنفيذي لشركة Vue، إلى وجود وسائل بديلة لتحقيق أهداف حماية الصناعة بدون التأثير السلبي على الإنتاج، مثل الإعفاءات الضريبية التي يمكن أن تدعم المنتجين والمخرجين. تجدر الإشارة إلى أن حكومات مثل كاليفورنيا قد عززت دعمها للقطاع السينمائي عبر رفع الإعفاءات الضريبية إلى 750 مليون دولار هذا الصيف، بهدف استقطاب مزيد من الإنتاجات، مما يؤكد أن الحلول غير الجمركية تعد أكثر فاعلية في استدامة صناعة السينما.

العامل التأثير على صناعة الأفلام البريطانية
فرض رسوم جمركية 100% عائق كبير أمام تصدير الأفلام ويقلل فرص النمو الاقتصادي
الاستثمار الأمريكي يدعم ما يقارب 65% من إنتاج الأفلام في المملكة المتحدة
الإعفاءات الضريبية في كاليفورنيا تعزز إنتاج الأفلام وتشجع التصوير داخل الدولة

تُشكل صناعة السينما والتلفزيون البريطانية أحد الدعائم الاقتصادية المهمة، حيث ساهمت في إنفاق بلغ 5.6 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، وذلك وفقًا لمعهد الفيلم البريطاني. لكن النجاح يتطلب دعمًا دوليًا وتفاهمًا أعمق بين الدول لحماية مصالحها دون فرض قيود تجارية مدمرة. كما يؤكد خبراء القطاع أن هذا التعاون الدولي من الركائز الأساسية لاستمرارية إنتاج الأفلام التي تجمع بين الجوانب الثقافية والاقتصادية في آن معًا.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.