انبعاثات الميثان.. العالم يواجه تأخراً كبيراً في الوفاء بتعهدات خفضها الضرورية

تواجه الجهود العالمية لتحقيق خفض انبعاثات غاز الميثان تحديات كبيرة، إذ أظهر تقرير الأمم المتحدة أن وتيرة التنفيذ لا تواكب الأهداف الطموحة لخفض هذه الانبعاثات بنسبة 30% بحلول عام 2030، وسط استمرار تسربات من مصادر متعددة تؤثر سلبًا على المناخ.

تحديات تقليل انبعاثات غاز الميثان وتأثيرها على المناخ العالمي

ينبع غاز الميثان من حرق الوقود الأحفوري، ومكبات النفايات، والزراعة الصناعية بهدف إنتاج الغذاء، ويُعد من الغازات الدفيئة القوية؛ حيث يمتلك قدرة على رفع درجة حرارة الأرض تفوق ثاني أكسيد الكربون بحوالي 80 مرة خلال عقدين، مما يجعله مسؤولًا عن ثلث الاحتباس الحراري الحالي. وعلى الرغم من توقيع أكثر من 100 دولة تعهدًا بخفض الانبعاثات بحلول 2030، إلا أن التقدم في تحقيق تلك الالتزامات لا يزال محدودًا ولا يعكس الضرورة الملحة للتحرك.

دور التقنيات الحديثة في رصد والحد من انبعاثات غاز الميثان

تلعب القياسات الواقعية، خصوصًا عبر الأقمار الصناعية، دورًا حاسمًا في معرفة نطاق تسربات الغاز بدقة، وهي أداة لا غنى عنها لحل المشكلة، كما أوضحت جوليا فيريني مديرة المرصد الدولي لانبعاثات الميثان. تستخدم الأمم المتحدة أكثر من اثني عشر قمرًا صناعيًا لرصد التسربات، ونجحت برامج متخصصة في كشف أكثر من 14 ألف عمود انبعاث، وإرسال آلاف التنبيهات للجهات المعنية، مما دفع بعض المشغلين لإصلاح التسربات. مع ذلك، فإن معظم التسربات الناجمة من مصادر صغيرة ما زالت غير مكتشفة، مما يعرقل الخفض الفعلي للانبعاثات.

توعية الشركات وتعزيز الشراكات لخفض انبعاثات غاز الميثان

تُدار شراكة بين الأمم المتحدة وشركات النفط والغاز التي توافق على قياس والإبلاغ يوميًا عن انبعاثاتها، وقد التحقت بها 154 شركة تمثل 42% من إنتاج النفط والغاز عالميًا. في عام 2025، أبلغت هذه الشركات عن نحو 2.5 مليون طن من الميثان، وهو رقم يقل عن التقديرات الفعلية بكثير. أقل من 20% من الشركات تراعي “المعيار الذهبي” في الإبلاغ عن الانبعاثات، مما يسلط الضوء على الحاجة لتشجيع المزيد من الشركات على الالتزام بالشفافية وتقليل التسربات.

المصدر كمية الميثان السنوية (مليون طن متري)
صناعات النفط والغاز والفحم 120
الشركات المُبلغة ضمن الشراكة الأممية 2.5

يُضاف إلى ذلك الأثر السلبي للتقليل من إجراءات المراقبة في بعض الدول، حيث اقترحت إدارة سابقة تخفيض تمويل برامج رصد غازات الاحتباس الحراري، مما يعقد رصد التسربات والتدخل المبكر. تواجه البرامج البيئية غير الربحية صعوبات أيضًا، كما حدث مع خسارة مركبة “ميثان سات”، الأمر الذي يؤكد على أهمية الاعتماد على التنسيق الدولي والتقنيات الحديثة لضبط انبعاثات غاز الميثان وتحقيق الأهداف المناخية المنشودة.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.