تحالف المعادن النادرة.. واشنطن تُطلق شبكة بديلة لتعزيز نفوذها ومواجهة هيمنة الصين

تسعى الولايات المتحدة اليوم إلى بناء شبكة عالمية بديلة لمواجهة هيمنة الصين في قطاع المعادن النادرة، وذلك من خلال اتفاقيات استراتيجية مع دول تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه الموارد الحيوية؛ فالمعادن النادرة أصبحت تشكل محورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية الأمريكية نظرًا لدورها المركزي في الصناعات الدفاعية والتقنيات المتقدمة.

تعزيز الشراكات الدولية في مجال المعادن النادرة وتأثيرها على الاقتصاد والدبلوماسية

سمحت أستراليا مؤخرًا للولايات المتحدة بالوصول إلى احتياطياتها من المعادن النادرة والبنية التحتية المرتبطة بها، وهذا يأتي ضمن جهود واشنطن لتقليص الاعتماد على الصين التي تهيمن على إنتاج وتكرير هذه المعادن عالميًا؛ إذ تسعى الإدارة الأمريكية إلى استخدام المعادن النادرة كأداة دبلوماسية واقتصادية فاعلة، مع التركيز على تطوير صناعة متكاملة تشمل التكرير والتصنيع والتكنولوجيا.

دور شركاء الولايات المتحدة في بناء شبكة بديلة للمعادن النادرة

تتصدر أستراليا قائمة الشركاء الرئيسيين في تحالف المعادن النادرة، نظرًا لغناها بهذه الموارد وعمق العلاقة مع واشنطن، ويتبعها كندا التي تُظهر مشاريع واعدة في قطاع التعدين مع جذب استثمارات أمريكية لتعزيز بنيتها التحتية الصناعية، بينما تقف فيتنام كخيار محوري في آسيا بفضل احتياطياتها الكبيرة ورغبتها في تقوية العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة في ظل المنافسة المتزايدة مع الصين. أما أوروبا فتبرز السويد كلاعب ناشئ بفضل اكتشاف احتياطيات ضخمة لديها، مما جعلها تحظى باهتمام أمريكي لتأمين إمدادات مستقلة داخل الحلفاء الغربيين.

اتفاقيات وتوجهات حديثة لتعزيز سلاسل توريد المعادن الحيوية الحيوية

في مارس 2023، أبرمت الولايات المتحدة اتفاقية مع اليابان لتعزيز التعاون في سلاسل توريد المعادن الحيوية الأساسية مثل الليثيوم والكوبالت والجرافيت والنيكل والمنغنيز، وهو ما يفتح المجال لحصول واشنطن على موارد تفضيلية تدعم صناعات البطاريات والطاقة المتجددة. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الإدارة الأمريكية لتشكيل شبكة تعاون متكاملة تتجاوز مجرد تأمين المواد الخام، بل تشمل تطوير التقنيات المتقدمة وتقوية الموقف الاقتصادي والجيوسياسي في مواجهة الهيمنة الصينية المتصاعدة.