بيت من الديناميت.. كاثرين بيغلو تثير القلق النووي بفيلمها الجديد وترصد تداعياته الحقيقية
تأخذنا المخرجة الحائزة على الأوسكار كاثرين بيغلو في فيلمها الجديد “بيت من الديناميت” إلى قلب أزمة نووية أمريكية مشحونة بالتوتر، تقدم خلاله تصويرًا مكثفًا ومروّعًا لأحداث قد تبدل مستقبل البشرية بالكامل في 19 دقيقة حرجة. تصوّر بيغلو هذا السيناريو الكابوسي بأسلوب درامي محكم يشد انتباه المشاهد منذ اللحظة الأولى ويغوص في أبعاد الأزمة النفسية والسياسية التي ترافق تهديدًا نوويًا مجهول المصدر.
أزمة نووية أمريكية: ساعة الحقيقة تتسارع مع تهديد مجهول
ينطلق الفيلم من رصد صاروخ باليستي غير معروف مصدره فوق المحيط الهادئ، ظاهريًا يشبه تجارب كوريا الشمالية الروتينية، إلا أن الأمر يتعقد سريعًا عندما يظهر احتمال سقوط الصاروخ على مدينة شيكاغو، مما يهدد حياة ما يقرب من 10 ملايين نسمة. في تلك اللحظة، تنشط خلية الأزمة في البيت الأبيض، حيث يقود الرئيس الأمريكي، الذي يجسده إدريس إلبا، والسيّدة أوليفيا ووكر القائدة العسكرية، التي تؤدي دورها ريبيكا فيرغسون ببراعة، جهودًا حثيثة لاتخاذ قرارات حاسمة توازن بين الحفاظ على الأمن الوطني وتجنب كارثة غير مسبوقة.
استعراض دقيق لتسع عشرة دقيقة حاسمة في قلب الأزمة النووية الأمريكية
تستعرض المخرجة بيغلو بقوة اللحظات التسع عشرة الحرجة منذ اكتشاف الصاروخ حتى احتمال وقوع الكارثة، من منظور ثلاثي متعدد الأبعاد يلتقط بقاء الأصوات الإنسانية خلف جدران مراكز القيادة السياسية والعسكرية. يعكس الفيلم بمهارة تعقيد المشاعر بين الذعر والبرود الوظيفي من خلال تعابير وجوه الشخصيات، بدءًا من مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع إلى قادة القيادة الاستراتيجية (STRATCOM) الذين يتصارعون بين ضرورة إتخاذ قرارات عسكرية حاسمة وبين الخوف الإنساني من المجهول. في هذا السياق، تظهر القائدة ووكر كرمز للتضحية الشخصية، وهي تحاول كبت مشاعرها حفاظًا على توازن فريقها، مدركة أن العالم على شفا كارثة لا تُحمد عقباها.
بيت من الديناميت: تصوير فلسفي وعميق لعصر التسلح النووي وتهديداته
لا يقتصر “بيت من الديناميت” على كونه دراما حرب تقليدية، بل يقدم تأملًا فلسفيًا في الجنون الذي يحيط بتكنولوجيا السلاح النووي، خاصةً في عالم يملك تسع دول، منها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وغيرها، ترسانات نووية تهدد وجود البشرية بقرارات خاطئة. يعكس الفيلم بواقعية مرعبة كيف يمكن لشرارة صغيرة أن تُحدث دمارًا هائلًا، بينما يصور توقيتًا دراميًا دقيقًا وصراعًا نفسيًا ممتدًا على مدى ساعتين، مدعمًا بموسيقى إلكترونية باردة تستحضر أجواء التوتر التي برع في بيغلو بتصويرها في عملها السابق “Zero Dark Thirty”. يكمن الخطر الحقيقي هنا ليس في العدو الخارجي، بل في لحظة واحدة قد يضغط فيها أحدهم زرًا تحت الأرض، فتتحول الأرض إلى “بيت من الديناميت” حقيقي.
| الدولة | امتلاك القنبلة النووية |
|---|---|
| الولايات المتحدة | نعم |
| روسيا | نعم |
| الصين | نعم |
| بريطانيا | نعم |
| فرنسا | نعم |
| الهند | نعم |
| باكستان | نعم |
| إسرائيل | نعم |
| كوريا الشمالية | نعم |
يُبرز “بيت من الديناميت” براعة كاثرين بيغلو في تصوير أزمة نووية أمريكية ترتكز على لحظات متوترة وتداخلات إنسانية وعسكرية معقدة، ويكشف عمق المخاطر التي ترافق التسلح النووي في عصرنا الحديث، إذ تتراقص الخيارات بين بقاء العالم وانفجاره في كابوس لا ينتهي.
