ثاني أيام جمادى الأولى.. تعرف رسميًا على التاريخ الهجري اليوم الجمعة وما يوافقه بالميلادي في ورقة نتيجة اليوم الكاملة.

تُمثل بداية شهر جمادى الأولى 1447 نقطة زمنية يترقبها المسلمون، وقد حسمت دار الإفتاء المصرية الأمر بإعلانها أن يوم الجمعة الموافق 24 أكتوبر 2025 هو ثاني أيام الشهر الهجري الجديد، وذلك بعد أن تأكد لديها شرعًا أن يوم الخميس 23 أكتوبر هو غرة جمادى الأولى، وجاء هذا التحديد الدقيق بعد تعذر رؤية الهلال بالعين المجردة مساء الثلاثاء، مما جعل يوم الأربعاء متممًا لشهر ربيع الآخر.

كيف تم تحديد بداية شهر جمادى الأولى 1447 بالرؤية الشرعية؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيانها الرسمي أن إعلانها يستند بشكل كامل على نتائج الرؤية الشرعية للهلال، وهي عملية دقيقة تشرف عليها لجان علمية وشرعية متخصصة منتشرة في كافة أنحاء محافظات الجمهورية، وتتم هذه العملية بالتعاون الوثيق والتنسيق المستمر مع المراصد الفلكية والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية؛ حيث تضمن هذه الشراكة أن تكون الإجراءات المتبعة متوافقة مع الضوابط العلمية الصارمة والأحكام الشرعية الراسخة، الأمر الذي يكفل دقة الحسابات الفلكية ويوحد إعلان بدايات الشهور الهجرية على المستوى الرسمي في البلاد، مما يقطع الطريق أمام أي اجتهادات فردية قد تسبب بلبلة أو اختلافًا بين المسلمين حول توقيت عباداتهم وشعائرهم المرتبطة بالتقويم القمري.

أهمية شهر جمادى الأولى في التقويم الإسلامي وأحداثه الخالدة

يحمل شهر جمادى الأولى مكانة خاصة في الذاكرة الإسلامية، فهو ليس مجرد شهر قمري يمر في التقويم، بل هو وعاء زمني لأحداث تاريخية بارزة شكلت منعطفات حاسمة في مسيرة الدعوة الإسلامية؛ ولعل أبرز هذه الأحداث هي غزوة مؤتة التي وقعت في العام الثامن للهجرة، والتي تعد من المعارك الفاصلة التي أظهرت قوة المسلمين وصمودهم في مواجهة أكبر إمبراطوريات ذلك العصر، ويأتي هذا الشهر في فترة مناخية انتقالية معتدلة بين فصلي الخريف والشتاء، مما يمنحه طابعًا فريدًا يصفو فيه الجو وتتجدد فيه الهمم نحو العبادة والاجتهاد، ليكون فرصة للمسلمين لمراجعة أنفسهم وتقوية صلتهم بخالقهم مع تذكر أحداث بداية شهر جمادى الأولى 1447.

دور التقويم الهجري في تنظيم العبادات مع بداية شهر جمادى الأولى 1447

يؤكد علماء الفلك وخبراء الشريعة أن التقويم الهجري يتجاوز كونه مجرد أداة لحساب الأيام والشهور، ليمثل رمزًا جوهريًا للهوية الإسلامية ونظامًا دقيقًا لتنظيم مواقيت العبادات والشعائر الأساسية في حياة المسلم، فارتباط شعائر كبرى مثل الصيام في رمضان، ومناسك الحج، وتوقيتات إخراج الزكاة بالتقويم القمري يجعله جزءًا لا يتجزأ من الممارسة الدينية اليومية، وتعتمد مصر منهجًا وسطيًا يجمع بين الدقة العلمية والالتزام الشرعي، حيث يتم تحديد بداية شهر جمادى الأولى 1447 وغيره من الشهور عبر التنسيق المحكم بين دار الإفتاء والمعهد القومي للبحوث الفلكية، مما يضمن التوافق بين الحسابات الفلكية المتقدمة والرؤية الشرعية المعتبرة.

ومع حلول الأيام الأولى من هذا الشهر المبارك، يفتح المسلمون صفحة جديدة في عامهم الهجري، مجددين العزم والنية على الطاعة والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ومستشعرين أن قيمة الأيام لا تكمن في مرورها المتعاقب، بل فيما تحمله من خير وعطاء وإنجاز.

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.