اكتشاف فرص جديدة.. كيف يمكن تعزيز سبل العيش لسكان مناطق المناظر الطبيعية بطرق مستدامة وفعالة؟
إن تعزيز سبل العيش لسكان مناطق المناظر الطبيعية يعد من الأولويات الملحة في ظل التغيرات المناخية السريعة التي تواجه العالم، خاصة مع الطموح العالمي لتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية؛ إذ ترتبط حياة المجتمعات المحلية ارتباطًا وثيقًا بموارد تلك المناطق وطبيعتها الغنية بالتنوع البيولوجي.
تعزيز سبل العيش في مناطق المناظر الطبيعية مع الحفاظ على التنوع البيولوجي
يشكل الحفاظ على التوازن بين دعم سبل العيش وتعزيز التنوع البيولوجي تحديًا أساسيًا في مناطق المناظر الطبيعية، إذ تعتمد المجتمعات الأصلية بشكل رئيسي على الموارد الطبيعية للتغذية والعيش، مع تمسكهم بالمعارف البيئية التقليدية التي تم تناقلها عبر الأجيال؛ ما يجعل حماية التنوع البيئي ضرورة للحفاظ على هويتهم واستدامتهم. وتبرز في هذا السياق مبادرات مثل شبكة GLFx التابعة للمنتدى العالمي للمناظر الطبيعية، التي تعمل على تعزيز العمل المجتمعي ودعم الأسر في هذه المناطق بهدف دمج حماية البيئة وتحسين سبل العيش.
نماذج ناجحة لتعزيز سبل العيش في مناطق المناظر الطبيعية من خلال الزراعة البيئية
تأتي التجارب العملية كدليل على قدرة تعزيز سبل العيش في مناطق المناظر الطبيعية رغم التحديات، وتبرز على سبيل المثال منظمة Survivor Aid في جنوب السودان التي تدمج مشاريع الري مع الزراعات البيئية لإطعام اللاجئين والأسر التي لا تملك أراضٍ، مع إعادة إدخال أنواع تقليدية لنباتات صالحة للأكل؛ الأمر الذي يدعم التنوع البيولوجي والغذاء المستدام. أما في جبال الأنديز بإكوادور، فيتم التركيز على استعادة التربة واحتجاز الرطوبة لنمو محاصيل مقاومة للجفاف تدعم الأسر والأنظمة البيئية، مما يعزز قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة تغير المناخ وتحسين معيشة سكان المناطق المتأثرة.
التحديات وآليات التمويل لتحسين سبل العيش في مناطق المناظر الطبيعية المستدامة
تواجه جهود تعزيز سبل العيش في مناطق المناظر الطبيعية تحديات تمويلية هيكلية ومحلية؛ حيث لا تتعدى نسبة التمويل الموجه مباشرة للمجتمعات المحلية 10%، كما أن تعقيدات المتطلبات التمويلية وضعف أمن الحيازة يعوقان قدرة الأسر على استدامة المشروعات البيئية الزراعية. ولتحسين هذا الوضع، لابد من إعادة تصميم آليات تمويل المناخ لتكون مرنة وطويلة الأمد، مع تبسيط الإجراءات وتكييفها بحسب حجم العمل المجتمعي، إضافة إلى الاعتراف بالقيمة الثقافية للمعرفة التقليدية ودمجها مع الممارسات الحديثة من خلال دعم المجتمعات المحلية بقوة وتمكينها من قيادة عمليات الاستدامة.
تُظهر الممارسات الزراعية الإيكولوجية وأمثلة مشاريع الغابات الغذائية وإدارة الآفات العضوية كيف يُمكن للمجتمعات المحلية أن تواجه التغيرات المناخية وتُحافظ على التنوع البيولوجي، مع تحسين سبل عيشها باستمرار. تعتمد تلك العمليات على تبنّي التكنولوجيا المحلية والمدعومة ثقافيًا، واستخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وهو ما يعكس تلازم الحفاظ على الأرض وتنمية المجتمع معًا.
