الدولار في العراق.. استقرار سعر الدولار اليوم السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥ رغم تقلبات الدينار العراقي الإقليمية

شهد سعر الدولار في العراق اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 استقرارًا نسبيًا في السوق الرسمية، مع استمرار تقلبات ملحوظة في السوق الموازية وأغلب المحافظات العراقية، مما يعكس تأثير السياسات النقدية للبنك المركزي والتطورات الاقتصادية المحلية والإقليمية التي تتحكم في ديناميكيات سوق الصرف العراقية هذا الشهر.

استقرار سعر الدولار في السوق الرسمية العراقية وتأثير السياسة النقدية

سجل الدولار الأمريكي في السوق الرسمية العراقية ثباتًا عند مستوى 1,310 دينار للدولار الواحد منذ عدة أشهر، وهو ما يعكس دور البنك المركزي العراقي في السيطرة على السوق، خصوصًا من خلال نظام المزادات الذي يضخ الدولار باستمرار للحفاظ على هذا السعر المستقر، ويعمل هذا الاستقرار على تخفيف ضغط تقلبات العملة على الاقتصاد الرسمي.

تقلبات سعر الدولار في السوق الموازية وأثرها على محافظات العراق

في المقابل، شهدت الأسواق الموازية وأسواق المحافظات مثل أربيل وكركوك والبصرة تذبذبًا واضحًا؛ إذ تراوح متوسط سعر الدولار بين 141,200 و145,000 دينار لكل 100 دولار، مع اختلافات نابعة من الطلب وحجم التعاملات اليومية في تلك المناطق، حيث بلغ سعر بورصة بغداد 144,650 دينار، والبصرة 144,700 دينار، وأما أربيل وكركوك والسليمانية فكانت الأسعار تتراوح بين 144,850 و144,950 دينار؛ ورغم النشاط المحدود للسوق السوداء، فإن الفارق بينها وبين السعر الرسمي عادة لا يتجاوز 3 إلى 6 آلاف دينار، ما يوضح تأثير الدولار الموازية على الأسواق المحلية.

العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الدولار اليوم وتوقعات السوق المستقبلية

يرجع التباين في سعر الدولار اليوم إلى عدة عوامل رئيسية؛ من بينها سياسات البنك المركزي العراقي التي تقيد عمليات بيع الدولار بهدف مكافحة التهريب وغسيل الأموال، مما يقلص من كميات العملة المتاحة ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق الموازي، كما تتزامن هذه التغيرات مع الطلب الموسمي المرتفع الذي يرتبط بعمليات دفع مستحقات التجار واستيراد السلع، ولا سيما مع اقتراب نهاية الشهر، إضافةً إلى الضغوط الإقليمية التي تؤثر على حركة التجارة مع دول مثل سوريا وإيران، فضلًا عن تراجع أنشطة التهريب والعمليات غير القانونية. يقدم البنك المركزي حلولًا عبر زيادة مبيعات الدولار في المزادات الرسمية من أجل ضخ المعروض وتحقيق استقرار أكبر.

تؤثر فرق أسعار الدولار بين السوق الرسمي والموازي على المواطنين والأسواق؛ إذ يُحافظ الاستقرار الرسمي على أسعار السلع الأساسية المستوردة، بينما يرفع ارتفاع الدولار في السوق الموازية الأسعار الاستهلاكية والصناعية مما يدفع معدلات التضخم، ويقلل القدرة الشرائية للشرائح ذات الدخل المحدود. وفي الوقت نفسه، تتخذ الحكومة إجراءات داعمة لتعزيز قيمة الدينار عبر مراقبة التحويلات المالية وتنظيم سوق الصيرفة لتقليص الفجوة السعرية تدريجيًا.

تشير التوقعات الاقتصادية إلى استمرار استقرار أسعار الدولار الرسمية مع احتمال انخفاض الفارق في السوق الموازية إن استمرت السياسات النقدية والتدخلات التنظيمية الصارمة، خاصة مع قرب نهاية الشهر الذي غالبًا ما يشهد ضخ عملة أجنبية كبيرة لضبط السوق.

يواصل البنك المركزي العراقي تنفيذ سياسات نقدية دقيقة تهدف للحد من المضاربات وضبط سعر الدولار، عبر منح تراخيص جديدة لشركات الصرافة وتعزيز شفافية المعاملات المالية، كما تُبذل جهود كبيرة لمكافحة السوق السوداء التي تجهد لاستنزاف قيمة الدينار أمام الدولار، ويظل السوق في حالة ترقب دائمة لتعزيز الاستقرار بين الأسعار الرسمية والتقلبات المحدودة في السوق الموازي، وسط توقعات باستمرار هذا التوازن دون تغيرات كبيرة إذا تم الحفاظ على النهج البنكي والرقابي الحالي.