انخفاض غير متوقع .. الذهب يسجل أول خسارة أسبوعية بعد تسعة أسابيع من المكاسب المتتالية

انخفضت أسعار الذهب عند إغلاق جلسة الجمعة لتسجل أول خسارة أسبوعية بعد تسعة أسابيع من الارتفاع المتواصل، متأثرة ببيانات أظهرت تراجعًا طفيفًا في معدل التضخم بالولايات المتحدة، وزيادة توقعات السوق لخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال الأسبوع المقبل، ما أثر على توجهات المستثمرين تجاه الذهب.

تطور أسعار الذهب العالمية وتأثيرها على السوق

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا واضحًا، إذ انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 4115.03 دولاراً للأونصة، بعد هبوط حاد بنحو 2% خلال الجلسة نفسها، مسجلاً خسارة أسبوعية بلغت 3.1%، ما يعكس تحوّلاً في اتجاهات السوق بعد فترة طويلة من الثبات والارتفاع. ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 4126.90 دولاراً للأونصة، فيما وصف المتعامل في المعادن تاي وونغ هذا التذبذب بأنه نابع من توقعات التضخم الضعيفة التي صدرت في سبتمبر، لكنه أشار إلى أن موجة البيع لا تزال تؤثر على الأسعار، وأن المعدنين بحاجة إلى مزيد من التراجع قبل الاستقرار. من الجدير بالذكر أن الذهب سجل أعلى مستوياته على الإطلاق عند 4381.21 دولاراً في وقت سابق من الأسبوع، لكن البيع المكثف وجني الأرباح دفعا السعر للتراجع بأكثر من 6%، خاصة مع تراجع الطلب على الأصول الآمنة نتيجة تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تأثير بيانات أسعار المستهلك على توقعات الفائدة وأسعار الذهب

ذكرت بيانات وزارة العمل الأميركية أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 3.0% خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في سبتمبر، متخطية توقعات زيادة بنسبة 3.1%، مما عزز من فرضية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، مع احتمال تنفيذ خفض إضافي في ديسمبر. ويُتوقع أن يضغط هذا السيناريو على أسعار الذهب حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن النفيسة التي لا تدر عوائد، ويجعل من الذهب استثمارًا أكثر جاذبية في بيئة الفائدة المنخفضة.

التحركات الأخيرة في أسعار الفضة والمعادن النفيسة الأخرى

على صعيد المعادن الأخرى، شهدت الفضة تراجعاً بنسبة 0.86% لتصل إلى 48.50 دولاراً للأونصة، مسجلة خسارة أسبوعية تتجاوز 6%، ما يعكس تأثير ظروف السوق المشابهة للذهب. في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 1635.59 دولاراً للأونصة، إلا أن البلاديوم تراجع بنسبة 0.3% إلى 1453.16 دولاراً. هذه التغيرات توضح التقلبات التي تشهدها المعادن النفيسة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، حيث تؤثر عوامل مثل التضخم وتوقعات الفائدة بشكل مباشر على أسعارها.