انفجار مفاجئ .. الدولار يتجاوز أسوار الجنيه السوداني ويشهد انهيارًا غير مسبوق

شهد سعر الدولار في السودان اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 ارتفاعًا قياسيًا في السوق الموازية، حيث بلغ أعلى مستوى في تاريخ البلاد، وسط تباين واضح مع السعر الرسمي الذي ظل مستقراً تقريبًا رغم اتساع الفجوة بين السوقين. يعكس هذا التفاوت أزمة نقد أجنبي حادة وتحديات اقتصادية متشابكة بسبب النزاع الداخلي ونقص العملة الصعبة في البنوك وضعف قدرة السلطات على التحكم في سوق الصرف.

لماذا يشهد سعر الدولار في السودان اليوم تغيرات حادة بين السوق الرسمي والموازي؟

استقر السعر الرسمي للدولار عند حوالي 601.5 جنيه سوداني حسب نشرات البنك المركزي، وهو رقم لم يتغير منذ فترة بسبب سياسة تثبيت السعر المرجعي من قبل السلطات النقدية؛ بينما شهد سعر الدولار في السوق الموازي قفزة غير مسبوقة تراوحت بين 3,660 و3,700 جنيه لكل دولار حسب المنطقة والتوقيت، مع فروقات طفيفة بين التجار. هذا الفارق الهائل بين السوقين، الذي يقارب ستة أضعاف السعر الرسمي، جعل التسعير الرسمي يفقد فاعليته في تحديد أسعار السلع والخدمات، إذ يعتمد التجار على السعر الموازي بدلاً من البنوك لتسعير أغلب التعاملات.

أسباب انهيار قيمة الجنيه السوداني وتأثيرها على سعر الدولار في السودان اليوم

ترجع أسباب انهيار الجنيه السوداني إلى عوامل متعددة متشابكة، أهمها استمرار النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أدى إلى توقف قطاعات اقتصادية رئيسية مثل الزراعة والصناعة، وانخفاض صافي موارد النقد الأجنبي. بالإضافة إلى ذلك، فقدان الثقة في القطاع المصرفي، حيث تعتمد معظم التحويلات الخارجية على السوق السوداء، ما دفع البنوك للانسحاب من عمليات الصرف اليومي؛ جنبًا إلى جنب مع ارتفاع الطلب على الدولار لأغراض العلاج والدراسة والاستيراد، مقابل ندرة العملات الأجنبية في النظام البنكي. كذلك، ساهم الاعتماد المفرط على طباعة النقود دون غطاء نقدي مع فشل السياسات الحكومية في التحكم بالعرض النقدي في تعميق الأزمة النقدية.

تأثير ارتفاع الدولار في السودان اليوم على حياة المواطنين والاقتصاد المحلّي

أسفر ارتفاع سعر الدولار في السودان اليوم عن تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث ارتفعت أسعار السلع المستوردة بشكل حاد، مما أثقل كاهل المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة تضاعف تكاليف الخدمات الأساسية. أغلب شركات الصرافة أُجبرت على إغلاق أبوابها أو تقليص عملياتها إلى مبالغ صغيرة، وزادت التحويلات الخارجية التي تواجه رسومًا مرتفعة، مما أضاف عبئًا أكبر على الأسر داخل وخارج البلاد. كما أثرت الأزمة على أسواق العملات الأخرى، فارتفع الريال السعودي إلى نحو 974 جنيهًا، واليورو إلى أكثر من 3,773 جنيه في السوق الموازية. يعتقد عدد من المحللين أن استمرار غياب الحلول الجذرية أو تدخلات دولية سيفاقم هذه الأزمة، إذ سيظل الدولار يرتفع وسط فوضى سوق العملات الأجنبية وعدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية.

يستمر بنك السودان المركزي في محاولة تثبيت السعر الرسمي ضمن سياسة التعويم المدارة، لكنه فقد السيطرة عمليًا على سوق الصرف مع انتقال غالبية التداول اليومي إلى السوق السوداء. ويحتمل تصاعد الشلل في القطاع المصرفي ما لم يتم تحسين مصادر الدولارات أو التوصل إلى تسوية سياسية تعيد الاستقرار النسبي. اليوم، تحولت أزمة الدولار إلى رمز لمعاناة اقتصادية معقدة يشهدها المواطن والتاجر والدولة على حد سواء، في ظل واقع نقدي يعاني من تفاقم العجز وفقدان أدوات الضبط الرسمية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة