تحول مفاجئ في الأسواق .. لماذا قرر الذهب الهبوط بعد 9 أسابيع من الصعود المتواصل؟

شهدت حركة أسعار الذهب العالمية تقلبات ملحوظة بعد فترة امتدت لثمانية أسابيع من الارتفاع المتواصل؛ حيث بدأ سعر الأونصة الذهبية عند 4267 دولارًا، لكنه انخفض سريعًا إلى 4004 دولارات، ليغلق في نهاية الأسبوع عند 4114 دولارًا، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 3.3% نتيجة موجة بيع لجني الأرباح؛ خاصةً مع تراجع حدة التوترات الجيوسياسية مؤقتًا، مما أثر مباشرة على تحركات المعدن النفيس في الأسواق العالمية.

تأثير التقلبات على أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

على صعيد الأسواق المحلية، استقر سعر الذهب مع توقف النشاط التداولي العالمي مؤقتًا، حيث سجل عيار 24 أعلى مستويات الأسعار عند نحو 6331 جنيهًا، وبلغ عيار 21 حوالي 5550 جنيهًا، بينما اقترب سعر عيار 18 من 4757 جنيهًا، وحققت قيمة جنيه الذهب 44,400 جنيهًا، ما منح المستثمرين فرصة لمراقبة تحركات السوق بحذر قبل تحديد الاتجاه القادم. وتعد هذه المستويات مؤشراً هامًا لتقييم حالة السوق المحلي مقارنة بتقلبات الأسعار العالمية للذهب، ما يزيد من أهمية المتابعة الدقيقة لتحركات الأسعار.

الآفاق المستقبلية لتقلبات سعر الذهب وتأثيرها على المستثمرين

من منظور الخبراء الاقتصاديين، تمر أسعار الذهب بفترة تصحيح ضرورية قبل إمكانية معاودة الصعود مجددًا؛ إذ إذا استمر السعر في الهبوط نحو ما دون مستوى 4000 دولار للأونصة، فقد يمتد الانخفاض ليصل إلى نحو 3850 دولارًا، خاصة مع وضوح عمليات البيع المكثفة، ولكن يبقى المسار مرتبطًا بشكل مباشر بالقرارات القادمة للبنك الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على السيولة العالمية. ويتابع المستثمرون عن كثب اجتماع الفيدرالي المرتقب، وسط توقعات تزيد عن احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، الأمر الذي قد يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية.

العوامل الجيوسياسية ودورها في تحديد سعر الذهب عالميًا

في الأبعاد السياسية والاقتصادية، يركز العالم على اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني؛ إذ قد يؤدي تحقيق اتفاق تجاري جديد إلى تهدئة في التوترات التجارية، مما يسهم في استقرار أسعار الذهب، بينما قد تؤدي الأزمات المتجددة إلى زيادة الطلب عليه، وتعزيز قيمته في الأسواق العالمية. وبالرغم من الهبوط الأخير في السعر، تبقى جاذبية الذهب قوية بفضل ميزة كونه ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون عند ظهور مؤشرات اضطراب في الاقتصاد العالمي، ويستمر المعدن الأصفر في لعب الدور الحاسم في تعزيز الشعور بالثبات المالي والأمان وسط تقلبات الأسواق السياسية والمالية.