تطور تاريخي .. الدكتور سعد نصار يكشف كيف أعاد السيسى «توشكى» إلى الحياة ويحيي الاقتصاد الزراعي العربي

تعتبر تفاصيل مشروع توشكى شاهدة على أهمية التوسع الزراعي القومي، حيث بدأ المشروع فعليًا في 9 يناير 1997 بهدف استصلاح الأراضي وزراعتها لتحقيق الأمن الغذائي وتحريك عجلة التنمية العمرانية، بدعم مباشر من القيادة السياسية التي أعادت الحياة للمشروع بعد فترة من الركود. يعكس هذا المشروع الطموح الذي يقع في 17 موقعاً عبر 8 محافظات مدى الحرص على استغلال كل شبر صالح للزراعة.

أسباب تعثر مشروع توشكى وكيفية إعادة النشاط

أشار الدكتور سعد نصار إلى أن تعثر مشروع توشكى يعود إلى خلافات سياسية بين بعض المسؤولين في مراحل سابقة، مما أدى إلى توقف العمل فيه رغم بدء الدراسات منذ عام 1961 واشتراكه في حزمة مشاريع قومية أخرى لضمان تنمية شاملة. ومع استبدال الحكومة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم إزالة العوائق الفنية مثل الكتل الصخرية واستكمال المشروعات الأساسية، مما ساهم في عودة النشاط وتحقيق نتائج ملموسة.

الاستثمارات والموارد المائية ودورها في إنجاح مشروع توشكى الزراعي

يمثل الجانب الزراعي في مشروع توشكى حوالي 8% من إجمالي الاستثمارات التي تقدر بنحو 300 مليار جنيه، بينما يُركز الجزء الأكبر على توطين 3 ملايين نسمة وتوسيع المناطق العمرانية. يعتمد المشروع كليًا على مياه النيل، ويضم قناة رئيسية بطول 72.5 كيلومترًا وأربعة فروع لري أكثر من 540 ألف فدان، مع محطة ضخ مياه ضخمة من بحيرة ناصر. دعم هذه المشروعات المائية يساعد على تنمية الأراضي بشكل مستدام ويضمن توفير المياه للمساحات الزراعية المزمع استصلاحها.

تفاصيل الإنتاج الزراعي وأثر توشكى في الاقتصاد الوطني

حقق مشروع توشكى في عام 2025 رقماً ملحوظاً من حيث المساحات المزروعة التي وصلت إلى 483 ألف فدان، منها 225 ألف فدان مخصصة لمحصول القمح الذي أنتج 600 ألف طن، إضافة إلى 31 ألف فدان من نخيل البلح. تم توقيع مذكرات تفاهم مع مستثمرين مثل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وشركات إماراتية وسعودية لضخ الاستثمارات، مع ضرورة تنظيم صغار المزارعين في جمعيات أو شركات للحصول على الدعم اللازم. يفتح المشروع آفاقاً واسعة للإنتاج الزراعي والتوسع العمراني المعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتعزيز القدرات الإنتاجية والتصديرية.

يمثل مشروع توشكى تتويجًا لرؤية استراتيجية تستهدف ما هو أبعد من كونه مجرد استصلاح أراضٍ، فهو مشروع متعدد الأبعاد يجمع بين الزراعة والصناعة والإسكان والخدمات، ليخلق مجتمعات عمرانية جديدة تساعد على تخفيف التكدس السكاني وتحسين مستويات المعيشة عبر نفاذ مباشر لمياه النيل واستخدام تقنيات زراعية متقدمة. لذا، فإن نجاح توشكى يعتمد بشكل أساسي على استكمال الاستثمارات المتنوعة سواء من القطاع الخاص أو العام، إضافة إلى توفير بنية تحتية متكاملة تلبي احتياجات السكان والمزارعين على حد سواء.