تطور مذهل .. 87٪ من الموظفين في مصر يعتمدون الذكاء الاصطناعي و53٪ يستخدمونه لكتابة البريد الإلكتروني المهني

87٪ من الموظفين في مصر يستخدمون الذكاء الاصطناعي، فيما يبلغ نسبة الذين يعتمدون عليه في كتابة رسائل البريد الإلكتروني المرتبطة بالعمل 53٪، مما يعكس تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل الحديثة. أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة كاسبرسكي بعنوان «الأمن السيبراني في العمل: معارف الموظفين وسلوكياتهم» أن 87٪ من المشاركين في الاستطلاع يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن مهامهم الوظيفية، إلا أن 54٪ منهم لم يحصلوا على تدريب كافٍ في مجال الأمن السيبراني المرتبط بهذه الأدوات، ما يسلط الضوء على فجوة مهمة في استعداد الموظفين لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي.

مدى انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل وأهميته للموظفين المصريين

كشف الاستطلاع أن نسبة 90٪ من الموظفين في مصر يدركون مفهوم “الذكاء الاصطناعي التوليدي”، ويتجلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية بشكل واضح؛ إذ يعتمد 87٪ منهم على هذه الأدوات في أداء مهام العمل المختلفة مثل كتابة النصوص وتحريرها بنسبة 71٪، وكتابة رسائل البريد الإلكتروني المهنية بنسبة 53٪، بالإضافة إلى إنشاء الصور والفيديوهات بالذكاء الاصطناعي وبنسبة 54٪، وتحليل البيانات بنفس النسبة. يعكس هذا الانتشار الواسع تزايد الثقة في قدرات الذكاء الاصطناعي وأهميته في تسهيل الأعمال المكتبية.

التحديات الأمنية والتدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات المصرية

تشير النتائج إلى وجود فجوة كبيرة في التدريب الأمني، حيث أفاد 17٪ من الموظفين بعدم حصولهم على أي تدريب يتعلق بالذكاء الاصطناعي، بينما تلقى 62٪ منهم دورات تدريبية تركزت على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية وصياغة الأوامر، لكن النسبة التي حصلت على تدريب خاص بالأمن السيبراني لم تتجاوز 46٪. تبرز هذه الأرقام أهمية تعزيز برامج التوعية الأمنية نظرًا لأن الاستخدام غير المنظم لأدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعرض المؤسسات لمخاطر مثل تسريب البيانات أو التعرض لهجمات برمجيات خبيثة.

سياسات تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان في بيئة العمل

تشير الدراسة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بمصر لا يخضع في كثير من الأحيان لسياسات واضحة، فرغم أن 77٪ من الموظفين يسمح لهم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن 20٪ ممنوعون من فعل ذلك؛ بينما 2٪ غير متأكدين من سياسة شركاتهم بشأن هذا الموضوع. لذا، توصي المؤسسات بوضع سياسات شاملة تضع قواعد واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل تحديد الوظائف التي يمنع أو يُسمح لها باستخدام هذه الأدوات، واعتماد قائمة رسمية للأدوات المسموح بها. يتوجب أيضًا توثيق هذه السياسات رسميًا، وتدريب الموظفين عليها لضمان تحقيق أقصى استفادة مع الحفاظ على الأمان السيبراني. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي بانتظام لتحليل البيانات وتطوير آليات الحماية المستقبلية.

يشدد راشد المومني، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة كاسبرسكي، على أهمية اعتماد سياسة متوازنة في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركات، بحيث تمنح الموظفين مستويات متفاوتة من الوصول وفقًا لحساسية البيانات في كل قسم، مع التدريب المناسب الذي يعزز الكفاءة والأمان. كما دعا التقرير إلى تعزيز التدريب على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وتزويد فرق تكنولوجيا المعلومات بالمعارف اللازمة حول استغلال الثغرات وطرق الدفاع، مع تثبيت حلول أمنية على الأجهزة الشخصية والمهنية التي يستخدمها الموظفون للوصول إلى بيانات الشركة. وينصح بضرورة إجراء استطلاعات دورية لمتابعة وتيرة استخدام الذكاء الاصطناعي والمهام المتعلقة به، مما يساعد على ضبط الإجراءات الأمنية وتحسينها باستمرار.