حريتي كمواطن.. اكتشف حقوقك الأساسية وكيفية حمايتها بفعالية في المجتمع
تتغلغل أجواء الانتخابات في بغداد بكل تفاصيلها، حتى في أكثر اللحظات عاديةً كالقيادة في شوارع العاصمة، حيث يتحول المشهد اليومي إلى مصدر إلهام للكتابة عن واقعنا الانتخابي المعقّد والمنتشر في كل زاوية. الانتخابات في العراق ليست مجرد منافسات سياسية عابرة، بل موسمٌ يطغى على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ويحفز جميع فئات المجتمع على اللعب بدورها؛ من مسؤول يبحث عن استمراره في المنصب، إلى مواطن ينتظر فرصًا لتحسين وضعه المعيشي عبر وعود التعيين أو مشاريع البنى التحتية.
كيف تتحكم الانتخابات العراقية في حياتنا اليومية وتأثيرات الكلمة المفتاحية على المشهد الانتخابي
منذ بدء الحملات الانتخابية، غزت الإعلانات والدعايات كل الأماكن؛ في الشوارع، والمستشفيات، والأسواق، وأماكن العمل، ولم تقتصر على ذلك، بل طال الأمر المهنيين من أطباء ومدرسين وفنانين، بل حتى الحلاقين الذين صارت لهم نصيب في موسم الانتخابات. هذه الفوضى الانتخابية ليست سوى انعكاس لصراع المكاسب الشخصية والربح المادي وحصد الأصوات، بعيدًا عن أي مضمون يهم المواطن فعليًا.
تتوزع مصالح الجميع من المرشحين والمسؤولين إلى رجال الأعمال وأصحاب المهن الصغيرة على شكل أدوار متشابكة، حيث يحلم المواطنون بحصولهم على فرص عمل أو الحصول على دعم مادي، في حين تُستخدم أوضاعهم كمصدر ضغط وابتزاز في سبيل تأمين الأصوات. وتتضح هذه الديناميكية في الاجتماعات التي يعقدها المسؤولون مع مختلف شرائح المجتمع، والتي تبدو أحيانًا أكثر كرغبة سياسية في الفوز بالانتخابات بإظهار الاهتمام، منها كاهتمام حقيقي بمشاكل الناس.
الأموال والدعايات الانتخابية: كيف تؤثر حملة الانتخابات في العراق على الاقتصاد المحلي
المبالغ الطائلة التي تُنفق في حملة انتخابية واحدة مصدراً رئيسياً للقلق، إذ تتجلى أعباؤها في الإنفاق المفرط على دعايات لا يعرف الجمهور مصدر تمويلها الحقيقي، وكذلك في سُبل استغلال هذا الموسم بحرية مطلقة. هذا الانفاق الكبير يشكل مصدر رزق لكثير من الفئات، كالميكانيكيين وأصحاب المطابع والكراسي والسرادق، وحتى الحلاقين الذين يتحولون لمستفيدين من هذا الموسم، ما يعكس حجم النفوذ الاقتصادي لهذه العملية الانتخابية على القطاعات الصغيرة.
| جهة التمويل | المستفيدون | الحاجة |
|---|---|---|
| رجال أعمال | أصحاب المطابع، أصحاب المطاعم | طباعة اللافتات، التجمعات |
| المرشحون والمسؤولون | الميكانيكيون، الحلاقون | تركيب الإعلانات، صيانة السيارات |
| الداعمون السياسيون | عامة المواطنين | فرص التعيين والدعم المادي |
الانتخابات في العراق بين المكاسب الشخصية وتأثيرها على المجتمع المدني
تحولت الانتخابات إلى مشروع ربحي بامتياز، لا يحصد نفعه إلا قلة قليلة على حساب المواطن البسيط، الذي بات يشعر بأن دوره انتهى وسط تراجع المبادئ وتغليب المصالح الشخصية. وانقلبت علاقة المواطنين مع السياسة إلى تبادل مصالح مؤقتة، حيث يبيع البعض أصواته لقاء مبالغ مالية زهيدة، في حين يستخدم المسؤولون هذه الدعم كذريعة لاستمرارهم في مناصبهم، ما يخلق حالة من الاستغلال والفساد.
وتتجلى هذه الظاهرة في محاولة بعض الأحزاب والكتل لجذب المواطن عن طريق تحشيد حشود ووعود زائفة، وأحيانًا بخدع واستجداء حضور التجمّعات الانتخابية، حتى بات اللقاء مع كبار القادة رهين جمع مجموعات من المؤيدين، وكأن الدعم السياسي لا يرتكز على الثقة الحقيقية أو برمجة البرامج التنموية المنشودة.
الانتخابات في العراق ليست مجرد منافسة على المقاعد، بل تعبير صريح عن كيفية تأثير الكلمة المفتاحية في الواقع العراقي اليوم، حيث يتداخل الطموح الشخصي مع حالة انعدام الثقة بين المواطن والمؤسسة، في مشهد يبرز فيه الاستغلال أكثر من الإخلاص، ويُظهر النفوذ المالي على حساب المصلحة العامة.
