آسيان.. تكتل اقتصادي صاعد يعزز مكانته ضمن أكبر اقتصادات العالم في تطور مستمر

تتبوأ رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” مكانة متقدمة على خارطة الاقتصاد العالمي، حيث حقق التكتل الاقتصادي الصاعد نجاحات متتالية في تعزيز التكامل الاقتصادي الداخلي والانفتاح على الأسواق الدولية، مما أهّلها لتصبح من أكبر اقتصادات العالم. إن النمو المستمر في اقتصاد آسيان يعكس تحولها من مجرد تحالف إقليمي إلى قوة اقتصادية عالمية فعلية، معززة حيويتها الاقتصادية ودورها في السوق الدولية.

النمو الاقتصادي لرابطة دول جنوب شرق آسيا وآسيان بين أكبر اقتصادات العالم

يشهد اقتصاد دول آسيان نموًا مستمرًا قويًا جعلها تحتل المرتبة الخامسة عالميًا والثالثة آسيويًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، الذي بلغ 3.8 تريليون دولار في عام 2023، حسب تقرير ASEAN Key Figures 2024 الصادر عن أمانة الرابطة؛ وتعكس هذه الأرقام قدرة آسيان على المنافسة بين أكبر اقتصادات العالم، حيث زاد نصيب التكتل من الناتج العالمي من 3.4% في 2022 إلى 3.6% في 2023. ويشير معدل النمو الحقيقي إلى تماسك اقتصادي ملحوظ، فقد بلغ 4.0% في عام 2023، متوقعًا ارتفاعًا إلى 4.7% في 2024 بفضل تعافي قطاعات الصناعة والخدمات، وهي مؤشرات تؤكد استمرار تحسن أداء آسيان الاقتصادي ضمن أكبر اقتصادات العالم.

تجارة ضخمة واستثمارات متدفقة تبرز قوة آسيان بين أكبر اقتصادات العالم

تمثل رابطة آسيان مركزًا تجاريًا واجتذابًا للاستثمارات في آسيا، حيث بلغت قيمة تجارة السلع بين أعضائها وشركائها 3.84 تريليون دولار عام 2024، بينما وصلت قيمة تجارة الخدمات إلى 1.28 تريليون دولار، وفق قاعدة بيانات ASEANStats؛ وتُعد تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر أحد العوامل الرئيسية التي تدعم مكانة آسيان كواحدة من أكبر اقتصادات العالم، إذ بلغت هذه التدفقات 230 مليار دولار في 2023، ما يعادل 17% من إجمالي الاستثمارات العالمية. ومن الملفت أن عام 2024 لم يشهد سوى انخفاض طفيف في الاستثمار، حيث وصلت التدفقات إلى 224.3 مليار دولار، ما يعكس قوة جذب التكتل لرؤوس الأموال الأجنبية ضمن أكبر اقتصادات العالم.

تفاوتات تنموية بين الدول الأعضاء وكيف يؤثر ذلك على توسع آسيان ضمن أكبر اقتصادات العالم

رغم الانجازات الاقتصادية الكبيرة التي حققتها آسيان، تواجه التكتل تحديات تفاوت التنمية بين أعضائه، ما يؤثر على سرعة وعمق دمجها ضمن أكبر اقتصادات العالم. فبينما تمتلك سنغافورة مركزاً مالياً عالميًا وإندونيسيا أكبر اقتصاد في الرابطة، لم تصل دول مثل كمبوديا ولاوس وميانمار بعد إلى مراحل متقدمة في النمو الصناعي والزراعي. ومع ذلك، تحفز آسيان التكامل في سلاسل التوريد الإقليمية وتستفيد من تطور التصنيع في دول مثل فيتنام وتايلاند وماليزيا، لتثبيت مركزها كبديل للصين في الإنتاج، مما يعزز فرصها للصعود بثبات ضمن أطقم أكبر اقتصادات العالم.

تؤكد التطورات في آسيان أن التكتل أصبح لاعبًا لا غنى عنه ضمن أكبر اقتصادات العالم، حيث يواصل البناء على نقاط قوته من تجارة وتكامل اقتصادي، رغم التحديات التنموية المختلفة؛ وهذا التوازن بين النمو والتفاوت يحتفظ بأهمية خاصة لتحديد مسار آسيان في الفترة المقبلة نحو مزيد من التأثير الاقتصادي الدولي.