توقعات مشوقة.. اجتماع الفيدرالي وما يترقبه المستثمرون يتجاوز خفض الفائدة

خفض أسعار الفائدة يعد نقطة محورية ينتظرها المستثمرون بحذر شديد خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث لا يقتصر الأمر على تقليل معدلات الفائدة فقط، بل يمتد إلى تناول تحديات معقدة تصعب صنع السياسات النقدية في الوقت الراهن. من المتوقع أن تقر اللجنة تخفيضًا بنسبة 25 نقطة أساس، ما يضع سعر الفائدة في نطاق 4% إلى 4.25%.

المسار المتوقع لتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل القريب

يركز صناع السياسة النقدية خلال الاجتماع على صياغة مسار تخفيض أسعار الفائدة القادمة، مع دراسة التحديات الناجمة عن نقص البيانات الاقتصادية الدقيقة. بالإضافة إلى ذلك، يشغل جدول التخلص من الأصول المالية المحتفظ بها في محفظة البنك، والمتمثلة بسندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، حيزًا مهمًا من النقاشات. توضح هذه المداولات وجود تباين واضح في وجهات النظر بشأن مستقبل السياسة النقدية، إذ يتراوح الرأي بين تأييد خفض الفائدة الآن وبين التريث لمراقبة تطورات السوق.

  • ارتفاع سعر الذهب في السوق بدعم من نشاط الشراء قبيل اجتماع الفيدرالي

وفقًا لبيل إنغلش، أستاذ الاقتصاد بجامعة ييل، والصاحب الخبرة في الشؤون النقدية بالاحتياطي الفيدرالي، فإن مجلس الاحتياطي يواجه مرحلة من الخلاف بين من يدعمون تخفيض أسعار الفائدة المرتقب ومن يفضلون إرجاء القرار لحين توفر مؤشرات أوضح على أداء الاقتصاد.

تناقض وجهات النظر بين أعضاء الاحتياطي الفيدرالي حول تخفيض الفائدة

تنقل تصريحات مختلف أعضاء اللجنة عن وجود انقسامات واضحة، وبالأخص المحافظ الجديد ستيفن ميران الذي أبدى تحفظًا على خفض الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس، وجادل سابقًا بخفض أكبر قدره نصف نقطة، معارضًا غالبية أعضاء اللجنة الذين فضلوا تخفيضًا أقل. في ذات الوقت، أبدى قادة مناطق الاحتياطي مثل بيث هاماك، ولوري لوغان، وجيفري شميد ترددًا ملموسًا في تخفيضات الفائدة رغم عدم وضوح موقف تصويتي لهم. يبقى على جيروم باول، رئيس البنك المركزي، التوفيق بين هذه الاتجاهات المتباينة، خاصة مع قلقه الواضح من حالة سوق العمل واحتمالات الاقتصاد.

ويُنتظر أن يقدم باول توجيهات واضحة للمستثمرين حول الاتجاه المستقبلي للسياسة النقدية، ولا سيما مع اقتراب انتهاء فترة ولايته في مايو 2026.

الخيارات الوسطية لرئيس الاحتياطي الفيدرالي في ضوء توقعات الأسواق

يشير بيل إنغلش إلى احتمالية اتخاذ باول موقفًا معتدلاً في الاجتماع المقبل للدورة السياسية، دون إعلان صريح عن مواقفه المتوقعة في ديسمبر المقبل. فهو يسعى لموازنة قلقه من أداء سوق العمل والاقتصاد الحقيقي مع الرغبة في تجنب التشدد الشديد الذي قد يضر بالنمو.

  • توقعات الأسواق تشير إلى شبه يقين بخفض جديد لأسعار الفائدة في ديسمبر، مما يجعل من الصعب تغيير هذه التوجهات دون مؤشرات اقتصادية مغايرة

هذه التحديات والآفاق المختلطة تجعل من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ليس مجرد مناسبة لتخفيض أسعار الفائدة، وإنما مرحلة حاسمة لرسم خط سير السياسة النقدية في الفترة القادمة.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.