أمازون تلهب الأسواق.. صعود جماعي للأسهم الأمريكية وسط أرباح قياسية تهز وول ستريت

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية صعودًا ملحوظًا مدعومًا بأداء أسهم أمازون القوي ونتائج الأرباح القياسية، مما دفع مؤشرات وول ستريت إلى تحقيق مكاسب مهمة وسط أجواء تفاؤل المستثمرين. يأتي هذا الارتفاع في سياق موجة أرباح فاقت توقعات المحللين، لتعزز ثقة السوق وتدفع المؤشرات نحو مستويات تاريخية جديدة.

صعود سهم أمازون وارتداده القوي في سوق الأسهم الأمريكية

كان سهم أمازون بلا شك المحرك الرئيسي لمؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات الجمعة، بعد أن سجل ارتفاعًا بنسبة 11.4% وسط إعلان أرباح تجاوزت التوقعات للربع الأخير من العام. وأكد الرئيس التنفيذي آندي جاسي أن قطاع الحوسبة السحابية، أحد الأعمدة الأساسية لأعمال الشركة، استعاد وتيرة نموه التي لم تشهدها منذ عام 2022، ما عزز من ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة. وتبلغ القيمة السوقية لأمازون حوالي 2.4 تريليون دولار، وهو ما يجعل تأثير تحركات سهمها قويًا جدًا على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، حيث لو غابت مكاسب أمازون لكانت المؤشرات شبه مستقرة خلال تلك الجلسة، علماً بأن هذا المؤشر يعتبر قاعدة هامة للعديد من حسابات التقاعد.

تأثير أرباح التكنولوجيا الكبرى على مؤشرات وول ستريت وأسواق الأسهم الأمريكية

بالإضافة إلى أمازون، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تحركات متفاوتة أثرت على أداء وول ستريت، حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 0.5%، معززًا أطول سلسلة مكاسب شهرية له منذ عام 2021، وسيطر على السوق صعود مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.9%، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.1%. وعلى الرغم من إعلانات أرباح تفوقت على التوقعات، جاء أداء سهم أبل أقل نشاطًا مقارنة بأمازون؛ إذ تراوحت حركة السهم بين مكاسب وخسائر طفيفة، بينما أكد تيم كوك أن الإيرادات القوية من هواتف آيفون ومتجر التطبيقات ساهمت في تعزيز نتائج الشركة. من جهة أخرى، ارتفعت أسهم شركات مثل ريديت بنسبة 15.2% وكوين بيس غلوبال بنسبة 6% بعد تقارير أرباح إيجابية، إضافة إلى زيادة سهم نتفليكس بنسبة 3.2% إثر قرارها تقسيم الأسهم بنسبة 10 مقابل 1 لجعل السهم في متناول أوسع شريحة من المستثمرين.

موجة أرباح قياسية وتأثيرها على توجهات سوق الأسهم الأمريكية والعالمية

غلبت موجة الأرباح القوية على أداء أسواق الأسهم الأمريكية، رغم الضغوط المتصاعدة على الشركات لتحقيق نمو أرباح مستدام يبرر ارتفاع أسعار الأسهم منذ أبريل الماضي، وسط تحذيرات بتجاوز التكلفة العادلة لسوق الأسهم. وساعدت المكاسب الأخيرة على تعويض الانخفاضات التي شهدها مؤشر S&P 500 يوم الخميس نتيجة مخاوف من زيادات الإنفاق الضخمة لشركات مثل Meta Platforms وMicrosoft التي تركز على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى شكوك في فعالية اتفاقيات الهدنة التجارية مع الصين. وتأتي تراجعات إضافية في أسهم مايكروسوفت وميتاً وسط بيئة تنافسية ومتقلبة. وبالنظر إلى الأسواق العالمية، فقد شهدت المؤشرات الأوروبية تراجعًا عقب إغلاق متباين في آسيا، مع هبوط أسهم هونغ كونغ وشنغهاي بعد تقارير تشير إلى انكماش نشاط المصانع الصينية للشهر السابع على التوالي، بينما سجل مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعًا قياسيًا بعد بيانات إيجابية عن الإنتاج الصناعي. وفي سوق السندات، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.07% في ظل تحذيرات الفيدرالي بشأن عدم اليقين في مسار خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر، وتعليق بنوك مركزية أخرى تخفيضات أسعار الفائدة مؤقتًا، ما قد يشير إلى نهاية مرحلة التيسير الكمي في الاقتصادات المتقدمة خلال 2025.