التقدم التكنولوجي .. الهند تصنع اقتصادها الرقمي وتتجه نحو الاكتفاء الذاتي في الإلكترونيات بخطوات حاسمة
تعزيز الهند للاكتفاء الذاتي في صناعة مكونات الإلكترونيات يشكل خطوة استراتيجية نحو تقليل الاعتماد على الاستيراد وضمان استدامة الاقتصاد الرقمي؛ إذ نجحت الحكومة الهندية في اعتماد مشاريع ضخمة ضمن برنامج بقيمة 2.7 مليار دولار لتعزيز التصنيع المحلي.
مشاريع الهند لتعزيز الاكتفاء الذاتي في صناعة مكونات الإلكترونيات
تسعى الهند لتأسيس صناعة محلية متكاملة لمكونات الإلكترونيات، من خلال اعتماد سبعة مشاريع رئيسية منحتها الحكومة دعمًا ماليًا بقيمة 55.32 مليار روبية (626 مليون دولار)، بهدف تصنيع وحدات الكاميرات ولوحات الدوائر المطبوعة متعددة الطبقات والأجهزة القابلة للارتداء بالإضافة إلى المكونات الطبية والفضائية، بدلاً من الاعتماد على الاستيراد الذي لا يزال يشكل العائق الأكبر أمام الاقتصاد المحلي.
تلقى البرنامج اهتمامًا واسعًا حيث قدمت 249 شركة محلية وعالمية طلبات للاستثمار، تعهدت باستثمارات تصل إلى 1.15 تريليون روبية (حوالي 14 مليار دولار) في هذا القطاع الحيوي؛ مما يعكس ثقة العالم في القدرات الصناعية الهندية ورغبتها في التنويع ضمن سلاسل التوريد العالمية.
أهمية إنتاج المكونات الإلكترونية المحلية وتأثيره على الاقتصاد الهندي
باتت السلع الإلكترونية ثالث أكبر صادرات الهند مع بلوغ قيمتها 38.56 مليار دولار في السنة المالية 2025، بزيادة ثمانية أضعاف خلال العقد السابق، لكن رغم ذلك لا تزال الهند تستورد مكونات إلكترونية بقيمة تقارب 36.8 مليار دولار، وحوالي 40% منها من الصين، مما يجعل تحقيق الاكتفاء الذاتي ضرورة ملحة.
أكد وزير الإلكترونيات أشويني فايشناو أن الإنتاج المحلي سيغطي 20% من الطلب على لوحات الدوائر المطبوعة و15% من التجميعات الفرعية لوحدات الكاميرا، مع تصدير 60% من إنتاج المصانع الجديدة، ما يؤكد توجه الهند نحو تعزيز مكانتها في الأسواق العالمية والارتقاء بسلسلة القيمة المحلية.
توقعات نمو سوق مكونات الإلكترونيات في الهند وتأثيرها العالمي
تشير تقديرات شركة إرنست ويونغ إلى أن سوق مكونات الإلكترونيات الهندي سيصل إلى 150 مليار دولار بحلول 2030، في حين قد يصل السوق الإجمالي للإلكترونيات من مكونات وسلع نهائية إلى 500 مليار دولار، مما يفتح آفاقًا واسعة للنمو الصناعي والاقتصادي المحلي، ويعزز قدرة الهند على المنافسة عالميًا.
في الوقت الذي تسيطر فيه الصين على حوالي 60% من السوق العالمية للإلكترونيات التي تبلغ قيمتها 1.8 تريليون دولار، تبرز الهند كمنافس قوي يدعم تنويع الشركات لسلاسل التوريد، خاصة مع الطلب المحلي المتزايد.
يمكن للشركات العالمية الاستفادة من إنتاج مكونات الإلكترونيات في الهند لتلبية السوق المحلي مع إمكانية التصدير من نفس المواقع، كما يتضح من ارتفاع صادرات شركة أبل من الهند بشكل ملحوظ؛ ما يجسد نجاح الهند في تحويل اقتصادها الرقمي نحو الاكتفاء الذاتي بمكونات الإلكترونيات.
