السعودية.. انطلاق منتدى الاستثمار يسلط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي ويعزز الفرص الاقتصادية
بدأ منتدى الاستثمار السعودي الذي انطلق في الرياض مؤخرًا مسارًا جديدًا يعكس طموحات المملكة نحو مستقبل اقتصادي متنوع يعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل بارز، حيث يمثل الحدث منصة حيوية لتعزيز دور السعودية في جذب الاستثمارات العالمية وتحقيق نقلة نوعية في قطاع التكنولوجيا.
منتدى الاستثمار السعودي ورؤية المملكة في الذكاء الاصطناعي
افتتح ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي يثير مخاوف بشأن تعميق الفجوات الاجتماعية، وخاصة في ضوء تأثير الذكاء الاصطناعي على مستوى الفرص التعليمية بين المجتمعات، حيث ذكر أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص يخشون أن يزيد الذكاء الاصطناعي من التفاوت التعليمي؛ مما يستوجب العمل على ضمان استفادة الجميع من هذه التكنولوجيا. وبينما يشعر كثيرون بتأثير إيجابي على حياتهم الشخصية، فإن القلق العالمي من الأثر العام للذكاء الاصطناعي بقي يحوم، وهو ما اعتبره مؤشرًا يستدعي الانتباه؛ فالاستثمار في التكنولوجيا يجب أن يهدف إلى تقليل الفوارق الاجتماعية وليس زيادتها.
تحتضن المملكة هذا المنتدى في وسط بيئة إقليمية متوترة وانتصار هش في غزة، في ظل سعيها إلى إظهار تقدم اقتصادي ملموس، حيث سجلت الاستثمارات الأجنبية في السعودية زيادة بنسبة 24% عام 2024 لتصل إلى 31.7 مليار دولار، بينما تجاوزت صفقات المنتدى السابقة 250 مليار دولار. ويشارك في المنتدى مجموعة مرموقة من القادة السياسيين والاقتصاديين من مختلف دول العالم، بمن فيهم كبار رؤساء الشركات والمؤسسات الاستثمارية، تعبيرًا عن الاهتمام العالمي المتزايد بالمشاريع السعودية المستقبلية.
تعزيز الاستثمار الأجنبي وتنويع الاقتصاد السعودي
ينظر ياسر الرميان إلى منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار على أنه مؤشر واضح لنجاح رؤية 2030، التي أطلقت قبل تسع سنوات وتتجسد نتائجها في ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية وتوسع المشاريع الوطنية، ليس فقط ضمن القطاعات التقليدية بل متجاوزة لتشمل مجالات جديدة كالتكنولوجيا والرياضة، حيث حققت السعودية الحصول على تنظيم معرض اكسبو 2030 وكأس العالم عام 2034. ويشير محللون مثل روبرت موغيلنيكي إلى أهمية المنتدى كفرصة سنوية لجذب رؤوس الأموال التي تعد ضرورية لدعم خطة التحول الاقتصادي التي تتطلب موارد كبيرة وتحديات معقدة، مما يعكس إعادة ترتيب السعودية لأولويات الإنفاق والتركيز على فرص العصر الحديث.
الذكاء الاصطناعي والتوجهات التكنولوجية ضمن مستقبل الاستثمار
تُبرز الباحثة كارين يونغ أن التراجع عن بعض المشاريع الضخمة لا ينقص من القدرة التنافسية للسعودية على جذب الاستثمار الأجنبي؛ بل يدلّ على إدارة مالية حذرة وواقعية، حيث تصبح القطاعات الأخرى كالترفيه والسياحة وقطاع الطاقة محط اهتمام المستثمرين بشكل أكبر. والسعودية تركز بشكل خاص على ترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي وسط منافسة إقليمية متصاعدة؛ ومن المتوقع أن يشهد المنتدى توقيع اتفاقيات استراتيجية مع شركات ناشئة مثل «هيومين» التي تملكها صندوق الاستثمارات العامة، والتي تعمل على تطوير أول نظام تشغيل بالذكاء الاصطناعي إلى جانب مشروع مركز بيانات عملاق بطاقة 6 غيغاواط.
يجري هذا الحدث قبل زيارة وشيكة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة التي ستعزز الشراكات الثنائية، فيما يظهر حضور شخصيات اقتصادية أمريكية بارزة خلال المنتدى أهمية العلاقة الاقتصادية بين البلدين. تتعزز هذه الخطوات بمشاريع ضخمة وتوجهات استراتيجية مبنية على الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التنمية وتحقيق أهداف النمو الاقتصادي، مما ينقل السعودية إلى موقع قيادي ضمن المشهد التقني العالمي.
| الفعالية | الأثر المتوقع | 
|---|---|
| توقيع اتفاقيات مع شركات الذكاء الاصطناعي | تعزيز الابتكار وخلق فرص استثمارية جديدة | 
| زيادة الاستثمارات الأجنبية بنسبة 24% | دعم التحول الاقتصادي وتحسين البنية التحتية | 
| استضافة منتدى يضم قادة عالميين | رفع مكانة السعودية في الساحة الدولية وجذب المزيد من الاستثمارات | 
