افتتاح ضخم .. المتحف المصري الكبير في الجيزة يستقبل الرئيس السيسي وزعماء العالم بحفل تاريخي

افتتحت مصر المتحف المصري الكبير بحفل دولي استثنائي يشهد تلاقي حضارة مصر القديمة مع الحاضر، في موقع يطل على أهرامات الجيزة وشهد حضور الرئيس السيسي وعدد من زعماء العالم. هذا الحدث التاريخي يعكس رمزية متحف المصري الكبير كأكبر مركز عالمي مخصص لحضارة موحدة، حيث جسدت فقرات الحفل التراث المصري الأصيل عبر عروض فنية ومسرحية موسيقية مبهرة.

التحضيرات المكثفة قبل افتتاح المتحف المصري الكبير

شهدت الأيام التي سبقت افتتاح المتحف المصري الكبير تنفيذ مجموعة كبيرة من الاستعدادات الهادفة إلى ضمان نجاح الحدث وتعظيم الصورة الوطنية للمشروع الذي يعكس عراقة التاريخ المصري. تم إغلاق المتحف مؤقتًا من منتصف أكتوبر وحتى بداية نوفمبر للقيام بأعمال تنظيمية ولوجستية، منها تنسيق وترتيب المعروضات، إضافة إلى اختبار أنظمة التشغيل وتقنيات العرض الحديثة.

تم نشر قوات أمنية بكثافة حول المتحف وطرق الوصول إليه، مع تهيئة ساحات البث والمداخل لضمان سير الحفل بسلاسة وأمان. بجانب ذلك، تم تحديث محطات المترو القريبة وتطوير شبكات الطرق الرابطة بين القاهرة والجيزة، إضافة إلى تجهيز الحدائق المحيطة وإنارة المتحف باستخدام أنظمة طاقة متقدمة لضمان تجربة زيارته على أعلى مستوى.

أبرز الشخصيات المدعوة والأجواء التنظيمية لحفل المتحف المصري الكبير

شملت قائمة المدعوين رؤساء دول وملوكًا وشخصيات دولية بارزة، فيما تم اتخاذ ترتيبات إعلامية دولية نقلت الحفل مباشرة عبر وسائل الإعلام العالمية، ليشاهد ملايين المشاهدين حول العالم لحظات الافتتاح الكبير.

بدأ الحفل الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، مع بث مباشر عبر القنوات المحلية والدولية، وانطلق بكلمة افتتاحية للرئيس السيسي يليها عرض موسيقي ومرئي ضخم يروي قصة الحضارة المصرية من القدم حتى العصر الراهن.

في فقرة خاصة، ألقى عالم الآثار زاهي حواس كلمة عن نتائج الأبحاث الأثرية التي توضح لغز وفاة الملك الصغير توت عنخ آمون، قبل أن يتم تكريم العلماء المشاركين في المشروع. واختتم البرنامج بجولة داخل متحف المصري الكبير مع كبار المسؤولين في وزارة السياحة والآثار، على أن يشرف المايسترو ناير ناجي على الأوركسترا الرسمية للحفل، التي تضم مشاركات فنية مصرية وعالمية متنوعة.

الأقسام والمعروضات الفريدة في المتحف المصري الكبير

يمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع، منها 92 ألف متر مربع للمبنى الرئيسي، ويضم صالات عرض زمنية تمثل مراحل حضارية مختلفة، بدءًا من فترة ما قبل الأسرات مرورا بحقوبات الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وصولًا إلى العصر الروماني، مع اعتماد تقنيات عرض تفاعلية حديثة لزيادة جذب الزوار.

يستقبل الزائرين عند المدخل تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، رمز القوة المصرية القديمة، بينما تحتوي الأقسام الداخلية على أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى بشكل كامل. أبرز هذه المقتنيات كنوز توت عنخ آمون بما فيها القناع الذهبي، المركبات الجنائزية، قبعته الملكية، إضافة إلى السفينة الشمسية الخاصة بالملك خوفو والمعروضة تحت سقف زجاجي.

يجدر بالذكر أن المتحف يعتمد على أحدث تقنيات الحفظ والترميم من خلال 17 مختبرًا متخصصًا، إضافة إلى أنظمة ذكية لإدارة الطاقة والمياه، مع مرافق دعم متعددة منها متحف للأطفال، قاعات مؤتمرات، حدائق ومناطق تجارية لخدمة الزوار.

تفاصيل البث التلفزيوني والإعلامي لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير

حصل الحفل على اهتمام واسع من أكثر من 400 قناة فضائية تقدمت بطلبات للبث المباشر، ما يعكس الأهمية العالمية لهذا الحدث الثقافي. من بين القنوات المعتمدة للبث: إكسترا نيوز، القاهرة الإخبارية، أون، القناة الأولى المصرية، الحياة، ودي إم سي.

كما أتاح منظمو الحفل ترددات البث مجانًا لجميع القنوات المصرية والعربية والأجنبية عبر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لتسهيل نقل الحدث عالميًا ووصوله إلى ملايين المشاهدين حول العالم، مما يعكس مدى التنسيق الدولي والاهتمام الكبير بالمتحف المصري الكبير.

الدلالات التاريخية والأثر الحضاري لافتتاح المتحف المصري الكبير

يعد افتتاح المتحف استعادة حيوية للحضارة المصرية العريقة التي توّجت عبر آلاف السنين، ويُعبر عن إرادة مصر في إعادة إحياء قطاع السياحة والثقافة بشكل يعكس رسالتها الحضارية في المشهد الدولي. يعكس المشروع صورة منضبطة وعصرية تمتزج فيها عبقرية الماضي مع تحديث الحاضر، ليصبح المتحف نقطة جذب رئيسية تسلط الضوء على الإرث المصري بطريقة منهجية متقدمة وجذابة.