ختام قمة «أبيك».. اتفاق تاريخي لتعزيز التجارة وآمال كبيرة في ضبط الذكاء الاصطناعي

شهدت قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)» ختامًا هامًا تمثل باتفاق على تعزيز التجارة بين الدول الأعضاء، مع آمال كبيرة في ضبط الذكاء الصناعي والحد من التحديات المرافقة له، مما يعكس اتجاهًا واضحًا نحو تنمية اقتصادية مستدامة ومتوازنة في المنطقة.

تعزيز التجارة في آسيا والمحيط الهادئ ودور الذكاء الصناعي

أعلنت الدول المشاركة في قمة «أبيك» بمدينة غيونغجو في كوريا الجنوبية اتفاقها على ضرورة تقدم التجارة والاستثمار بأسلوب يضمن فوائد مشتركة لجميع الأطراف، حيث جاءت هذه الخطوة في ختام منتدى إقليمي دام يومين، مؤكدين أهمية التعاون الاقتصادي لتعزيز التنمية الشاملة. في ذات السياق، أعرب الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج عن أمله في تحقيق تعاون أكبر بين دول آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة تحديات إدارة الذكاء الصناعي بالإضافة إلى التعامل مع التغيرات الديموغرافية التي تواجه المنطقة، ما يعكس أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في مخططات النمو الاقتصادي.

لقاءات تاريخية وترتيبات جديدة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لأبيك

شهدت أيام القمة اجتماعات بارزة، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الكوري الجنوبي، وأبدى خلال القمة دور الصين البارز في تشكيل السياسات الاقتصادية الإقليمية، خاصة في ظل غياب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وكان اللقاء الأبرز بين شي وجين بينغ وترامب قبل القمة الأولى منذ 2019، حيث تم الاتفاق على تهدئة النزاعات التجارية من خلال تخفيض رسوم جمركية ورفع القيود على بعض المنتجات مثل المعادن الأرضية النادرة وفول الصويا الأميركية. ترك ترامب القمة سريعًا، بينما استغل شي جين بينغ الفرصة ليبرز التعددية كنهج صيني معارضًا لـ”الهيمنة” في المنطقة.

وأشار شي جين بينغ في خطابه إلى استضافة الصين للقمة المقبلة في مدينة شنتشن، معززًا مكانة بلاده كقوة إقليمية محورية، كما استأنف الزعيم الصيني علاقاته مع كندا من خلال لقاء مع رئيس الوزراء مارك كارني، داعيًا إلى إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح. كما تناول اللقاءات الرسمية بين شي والقيادات اليابانية والكورية الجنوبية، حيث جرت مناقشات صريحة حول القضايا الخلافية والإستراتيجيات المستقبلية.

التوازن الاقتصادي بين واشنطن وبكين وتأثيره على كوريا الجنوبية

تمكنت كوريا الجنوبية من الحفاظ على توازن دقيق بين علاقتها مع الصين، الشريك التجاري الأكبر، والولايات المتحدة، الحليف الأمني الرئيس. ورغم تدهور العلاقات مع بكين بعد قرار نشر نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» عام 2016، إلا أن الأخيرة عادت لتعزيز مكانتها من خلال تدابير اقتصادية ومبادرات تعاون مع سيول. وتأتي اتفاقية خفض الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة كخطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الكوري الجنوبي، الذي يبقى معتمدًا على علاقاته التجارية مع الصين إلى حد كبير.

يُظهر الرئيس لي جاي ميونغ من خلال سياساته رغبة واضحة في طمأنة بكين بأن تحالف سيول مع واشنطن لا يقف عائقا أمام تعاون اقتصادي براغماتي مع الصين، وهو ما يهدف إلى إرساء قاعدة مستقرة لعلاقات ثنائية أفضل. يضاف إلى ذلك التأثير المستمر للعلاقات الصينية بكوريا الشمالية، التي تضيف تعقيدًا إلى المشهد السياسي والاقتصادي للمنطقة، خصوصًا مع العدو القائم رسميًا بين الكوريتين.

  • الاتفاق في «أبيك» يشمل خطوات واضحة لتعزيز التجارة والاستثمار بين الدول المشاركة
  • الذكاء الصناعي يُعتبر أحد المحاور الرئيسية التي تسعى الدول لمعالجتها بشكل جماعي
  • تعزيز الاستقرار الاقتصادي يتطلب موازنة دقيقة بين التحالفات الاقتصادية والسياسية

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.