استضافة COP31.. منافسة حامية تجمع تركيا وأستراليا وتتجه لصالح ألمانيا بقوة

تتصاعد المنافسة المحتدمة بين تركيا وأستراليا حول استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP31 خلال العام المقبل، في ظل رفض كل طرف التنازل، ما يفتح الباب لاحتمال انتقال الاستضافة إلى ألمانيا. هذا النزاع الذي بدأ بتقديم طلبات في 2022 ما زال يراوح مكانه، ويجب حله قبل انتهاء مؤتمر COP30 في بيليم بالبرازيل أواخر نوفمبر الجاري.

آلية اختيار الدولة المضيفة لمؤتمرات COP31 وتأثير المجموعة الإقليمية

تعتمد استضافة مؤتمر المناخ COP31 على إجماع الأعضاء في المجموعة الإقليمية التي يحين دورها للاستضافة، حيث تدور مفاوضات سنوية بالتناوب بين خمس مجموعات. تركيا وأستراليا تندرجان ضمن مجموعة “أوروبا الغربية ودول أخرى” التي تضم 29 دولة، وتؤكد مصادر حكومية بريطانية دعم أستراليا من 25 دولة على الأقل. وفق قواعد مؤتمر المناخ، إذا لم تنسحب تركيا من السباق، ينتقل حق الاستضافة مباشرة إلى بون في ألمانيا، مقر أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.

اتصالات أستراليا السياسية ورغبتها في حل النزاع بشأن استضافة COP31

رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، أكد أنه بعث برسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سعيا لحل الخلاف المتواصل؛ حيث قال إن الحوار مستمر لكن لا توجد عملية رسمية بعد لإنهاء المسألة. ذكر ألبانيزي أن عرض أستراليا يركز على الشراكة مع دول المحيط الهادئ، مشددا على أهمية هذا التعاون في ظل التهديدات المناخية التي تواجهها تلك الدول. موقف ألبانيزي يعكس منذرة صعوبة التوصل إلى اتفاق دون انسحاب أحد الأطراف، مما قد يدفع الأمر إلى انتقال الاستضافة لألمانيا.

الدعم الإقليمي والدبلوماسي لأستراليا ودور تركيا في سباق استضافة COP31

يحظى عرض أستراليا بمساندة قوية من منتدى جزر المحيط الهادئ، الذي يضم 18 دولة معرّضة بصورة كبيرة لخطر ارتفاع مستويات البحار. وأبرز ألبانيزي حرص بلاده على حماية مصالح هذه الدول التي تواجه تهديدًا وجوديًا مثل توفالو وكيريباتي، مما يضفي أبعادًا إنسانية واضحة على الترشيح الأسترالي. في المقابل، تشدد تركيا على حقها في استضافة المؤتمر هذا العام، خاصة بعد انسحابها من سباق COP26، مشيرة إلى موقعها البحري الاستراتيجي الذي قد يقلل الانبعاثات الرحلات الجوية، بجانب حجم صناعات النفط والغاز الأقل مقارنة بأستراليا. يُذكر أن الأمم المتحدة طالبت الطرفين بإنهاء النزاع في يونيو الماضي، لكنه استمر حتى الآن بلا حل وسط.

خيارات أستراليا الدبلوماسية لتجاوز الجمود وتحقيق استضافة COP31

تستبعد أستراليا استخدام الأموال كوسيلة للإقناع، لكن خبراء يرون ضرورة تقديم تنازلات دبلوماسية أو سياسية لكسر الجمود، مثل دعم تركيا في منصات أممية أخرى أو صفقات غير مباشرة. تجربة سابقة لكسر جور النزاع عند استضافة COP26 وجدت تركيا انسحابها إثر حزمة حوافز بريطانية تضمنت دعماً للمساعدات المناخية والترشيحات الدولية، رغم تغير الموقف البريطاني لاحقًا بدعم أستراليا. وفق خبراء، قد تضطر الحكومة الأسترالية إلى رفع مستوى عروضها للحفاظ على دعم تركيا، لكن دون تقديم عروض مالية مباشرة.

الدولة الدعم الإقليمي العوامل البيئية والدبلوماسية آفاق الاستضافة
أستراليا منتدى جزر المحيط الهادئ (18 دولة) شراكة مع دول المحيط الهادئ، تهديد ارتفاع منسوب البحار تدعم 25 دولة من المجموعة، تنازلات دبلوماسية محتملة
تركيا مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى، بدون انسحاب موقع بحري يقلل انبعاثات السفر، صناعة نفط وغاز أقل تمسك بحق الاستضافة، رفض الانسحاب سابقًا
ألمانيا مقر أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ خيار بديل في حال تعذر التوافق بين أستراليا وتركيا مرشح محتمل إذا استمر الجمود

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.