تغير عالمي .. خبير فرنسي يكشف قمة أبيك 2025 تؤكد انتقال قيادة التجارة العالمية من واشنطن إلى بكين

قمة أبيك 2025 تؤكد انتقال قيادة التجارة العالمية من واشنطن إلى بكين

تشير قمة أبيك 2025 بوضوح إلى انتقال قيادة التجارة العالمية من واشنطن إلى بكين، بعدما غابت أية إشارات إلى منظمة التجارة العالمية في البيان الختامي، ما يعكس تغيرًا جوهريًا في مواقف الولايات المتحدة تجاه النظام التجاري المتعدد الأطراف، مع صعود الصين كالقوة المدافعة عن قواعد السوق العالمية.

غياب منظمة التجارة العالمية في قمة أبيك 2025 يعكس تغير مواقف الولايات المتحدة

تميزت قمة أبيك 2025 بعدم ذكر منظمة التجارة العالمية أو النظام التجاري المتعدد الأطراف، وهو ما يحمل دلالة سياسية عميقة وليست مجرد صدفة، فلطالما كانت الولايات المتحدة الراعي الأكبر لفكرة التجارة الحرة العابرة للحدود خلال عقود، لكنها اليوم تميل نحو صفقات ثنائية تضمن مصالح داخلية فقط؛ بينما تقدم الصين نفسها بدور المدافع عن النظام التجاري العالمي وتستغل الفراغ السياسي الذي تركته واشنطن. تعكس هذه التحولات انقسامًا حادًا بين الدول؛ فبعضها يعتمد على السوق الأمريكية ويرفض مواجهة السياسات الأمريكية، والآخر يخشى الهيمنة الصينية ولكنه مضطر للتجارة معها. ولهذا السبب، لم يعد النظام التجاري المتعدد الأطراف محط اهتمام الولايات المتحدة التي لا ترغب بقيود منظمة التجارة العالمية.

انقلاب ميزان النفوذ في قمة أبيك 2025: الصين تقود والولايات المتحدة تتراجع

شهدت القمة انتقالًا رمزيًا في قيادة المشهد الاقتصادي بالمحيط الهادئ، حيث غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل انتهاء الفعاليات، مقابل حضور واسع للرئيس الصيني شي جين بينغ، يرمز إلى بداية عهد جديد تتصدر فيه بكين المشهد. تعكس هذه الديناميكية تحول استراتيجي، فواشنطن تركز على صفقات قصيرة الأمد، بينما تبني الصين شبكة واسعة من التعاون تشمل “طرق الحرير الجديدة”، ومناطق التجارة الحرة، والموانئ، والبنى التحتية، مما يضمن لها تأثيرًا طويل الأمد على دول الآسيان. هذه الاستراتيجية تجعل الانفصال عنها مكلفًا للغاية اقتصاديًا، وتمنحها سطوة متزايدة لا تتأثر بتغيرات الإدارة الأمريكية.

الصين بين الدفاع عن التجارة الحرة وممارسات الحماية: تأثير التناقض على موقفها في أبيك 2025

لا تخفي الصين أنها ليست مؤيدة كاملة للتجارة الحرة، إذ تحمي داخليًا قطاعات اقتصادية متعددة، وتستخدم تصدير المعادن النادرة كأداة استراتيجية، خاصة في الخلافات مع الدول الكبرى كاليابان وأوروبا. رغم ذلك، تقدم نفسها في أبيك كمدافعة عن النظام التجاري العالمي، مستغلة انسحاب الولايات المتحدة من الدفاع التقليدي عن التجارة الحرة لتبرز كحامية السوق المفتوحة. هذا التناقض يضع الدول الآسيوية في موقف حرج، فهي تحتاج للاستفادة من السوق الصينية ومشروعاتها الضخمة، لكنها تخشى الهيمنة الاقتصادية لبكين، وتسعى إلى التوازن لرعاية مصالحها دون الانحياز الكامل لأحد الطرفين.

الدولة / المنطقة سرعة النمو التجاري الاعتماد الاقتصادي الموقف من قيادة التجارة
الصين مرتفع جدًا مرتبط اقتصاديًا بالكثير من دول الآسيان تتصدر المشهد وتبني تحالفات طويلة الأمد
الولايات المتحدة معتدل تعتمد استراتيجيات قائمة على صفقات ثنائية تراجع في القيادة الاقتصادية بالمنطقة
دول الآسيان متنوع اعتماد كبير على السوق الصينية تميل للحفاظ على توازن بين بكين وواشنطن

تربح الصين بشكل واضح في قمة أبيك 2025 الزمن الذي تحتاجه لتوسيع شبكتها التجارية، ويبرز ذلك في الاتفاق التاريخي الذي يربط 650 مليون نسمة في جنوب شرق آسيا اقتصاديًا ببكين أكثر من واشنطن. هذا التحول يشكل بداية لعهد جديد يعيد رسم خريطة النفوذ التجاري في آسيا والعالم، حيث تهيمن بكين ببطء على قيادة التجارة العالمية، في حين تتراجع الولايات المتحدة أمام هذا الواقع الجديد.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.