مطار عدن.. تهديد حوثي متجدد يصعد الأزمة ويهدد النقل والاستثمار في اليمن
تتعرض حركة النقل والاستثمار في اليمن لخطر جديد مع تصعيد مليشيات الحوثي ضد مطار عدن الدولي، الذي يعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا للبلاد، حيث تسعى المليشيات لتعطيل خدماته والتأثير على أمنه وتشويه سمعته بين المسافرين.
تصعيد مليشيات الحوثي يهدد مطار عدن الدولي ويعطل حركة النقل الجوي في اليمن
عادت مليشيات الحوثي إلى استهداف مطار عدن الدولي بعد خمس سنوات من الهجوم الصاروخي المدمر الذي أصاب أكبر منفذ جوي في اليمن، حيث أطلقت حملة إعلامية مكثفة عبر وسائلها والمنصات الاجتماعية لتشويه سمعة المطار واتهامه بعدم الأمان، مستغلة ذلك كغطاء لشن هجمات جديدة قد تعرّض حياة المدنيين للخطر. وتنبعث المخاوف من أن هذه الحملة التي شارك فيها كبار القادة الحوثيون تهدف إلى تعطيل هذا المرفق الحيوي، وهو ما يؤثر بشدة على الملايين من اليمنيين الذين يعتمدون على المطار في السفر والتنقل.
يُذكر أن المليشيات شنت هجومًا بصواريخ باليستية دقيقة على مطار عدن بتاريخ 30 ديسمبر 2020، مما أسفر عن مقتل 25 من المسؤولين المدنيين وقوات الأمن وعدد من الصحفيين والمدنيين، بالإضافة إلى إصابة مئات الأشخاص. ويُعد هذا الهجوم من أبشع الجرائم التي زعزعت استقرار النقل الجوي في جنوب اليمن، مع تداعيات إنسانية واقتصادية كبيرة.
دوافع استهداف المليشيات لمطار عدن الدولي وأثرها على قطاع النقل والاستثمار اليمني
جاء تصعيد الحوثيين ضد مطار عدن بعد عدة تطورات هامة على الساحة، منها إطلاق شركة “طيران عدن” رحلاتها المباشرة إلى القاهرة، ما يعكس أهمية المطار في تعزيز الارتباط الجوي لليمن مع الخارج وتنشيط قطاع النقل والاستثمار. إلى جانب ذلك، أفشلت السلطات اليمنية عمليات تهريب مخدرات ودعم للمليشيات عبر المطار، والتي كانت تشمل أجانب من جنسيات مرتبطة بشبكات دولية، مما أغضب الحوثيين ودفعهم لتكثيف حملاتهم ضد المطار.
يشير مراقبون إلى أن التصعيد الحوثي جاء عقب فشل المليشيات في اختطاف وتشغيل طائرات جديدة تابعة لخطوط الطيران اليمنية لخدمة مطار صنعاء، الذي يستخدمونه في عمليات تهريب الأسلحة والخبراء، وتحاول الآن الضغط لإغلاق مطار عدن، في محاولة لفرض معادلة “المطار مقابل المطار” لتبادل السيطرة والابتزاز السياسي، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والاقتصادي في الجنوب.
مطار عدن خط أحمر في وجه محاولات تعطيل الحوثي
رغم حملة التشويه التي يقودها الحوثيون، أطلق ناشطون يمنيون هاشتاج #مطار_عدن_خط_أحمر، مؤكدين على أهمية المطار كمنفذ آمن للمسافرين المدنيين والمرضى والسياح، ورفضهم التام لاستغلاله من قبل المليشيات. وأوضح النشطاء أن الحوثيين يسعون لتوفير ممر آمن لشبكات التفجير وتهريب المخدرات، في حين يُعد مطار عدن ملتقى حيويًا يخدم كل المحافظات.
قال أحد الناشطين: “مطار عدن مخصص فقط لخدمة المواطنين لا لتأمين عبور الإرهابيين أو دعم العمليات المسلحة”، فيما أشار آخرون إلى أن استهداف المطار هو جزء من سياسة ممنهجة لعرقلة حركة الناس وقطع سبل العلاج والتنقل والسفر، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني ويعيق جهود التنمية والاستثمار.
- الهجمات الحوثية تتزامن مع تعافي قطاع النقل الجوي في عدن
- الأمن حول المطار يشكل نقطة اشتعال بين الحوثيين والحكومة
- حادثة 2020 تترك أثرًا مُرعبًا في تاريخ مطار عدن
- الضغط السياسي يستهدف فتح مطار صنعاء مقابل وقف الهجمات على عدن
- الحملات الإلكترونية تبرز ارتفاع الوعي المجتمعي بأهمية المطار
يبقى مطار عدن الدولي محوراً لا غنى عنه في البنية التحتية للنقل في اليمن، حيث يستقبل عددًا كبيرًا من الرحلات والمسافرين من جميع أنحاء العالم، ويشكل مدخلاً حيوياً للسياح والمرضى والموظفين، ما يجعل الاستمرار في تأمينه وحمايته ضرورة قصوى للحفاظ على استقرار الخدمات وتعزيز فرص الاستثمار والتواصل الدولي.
