النفط في نقطة الاستقرار.. بعد قرار «أوبك+» ومخاوف زيادة المعروض تضغط على الأسعار بشدة

شهدت أسعار النفط استقرارًا ملحوظًا بعد قرار «أوبك+» تعليق زيادة الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل، إلا أن المخاوف من وفرة المعروض النفطي وضعف بيانات التصنيع في آسيا واصلت التأثير على السوق بشكل واضح. لم تشهد الأسعار تغيرًا يذكر، مما يعكس مدى تأثير التوازن الحذر بين العرض والطلب على النفط لجميع الجهات المعنية.

تأثير قرار أوبك+ على استقرار أسعار النفط والآفاق المستقبلية

قررت أوبك+ تثبيت زيادة الإنتاج عند 137 ألف برميل يومياً خلال شهر ديسمبر، وهو نفس المستوى المعتمد في شهور أكتوبر ونوفمبر، مع تعليق أي زيادات إضافية في الأشهر الأولى من العام المقبل؛ الأمر الذي يعكس رغبة المنظمة في ضبط السوق وتحقيق استقرار نسبي في أسعار النفط. ورغم هذه الخطوة، انخفض خام برنت بأقل من 0.1% ليصل إلى 64.76 دولارًا للبرميل، تلاه انخفاض خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 0.03% إلى 60.96 دولارًا. تعكس هذه البيانات الحذر السائد بين المستثمرين الذين يراقبون التوازن بين المعروض والطلب العالمي.

مخاوف وفرة المعروض وتأثيرها على أسعار النفط العالمية

تتزايد المخاوف من تجاوز المعروض النفطي للطلب، حيث توقعت وكالة الطاقة الدولية فائضًا قد يصل إلى أربعة ملايين برميل يوميًا خلال العام المقبل، في حين ترى أوبك توازنًا بين العرض والطلب. يؤكد محللو “إس.إي.بي” أن تعليق زيادات الإنتاج لم يغير من توقعات الفائض، لكنه يعكس حرص أوبك+ على الحفاظ على مستويات الأسعار وتعزيز استقرار السوق، مما يدعم احتمالات تحسن الأسعار بداية من عام 2026. هذا الموقف يعكس جدية المنظمة في وضع السعر على رأس أولوياتها رغم التحديات التي تواجهها.

التقلبات الجيوسياسية ودورها في تحريك سوق النفط الخليجي والعالمي

تمثل روسيا عنصرًا محوريًا في تقلبات المعروض النفطي، خاصة بعد العقوبات الأمريكية على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل”، والضربات المتكررة على البنية التحتية للطاقة الروسية. على سبيل المثال، تعرض ميناء “توابسي” على البحر الأسود لهجوم بالطائرات المسيّرة أوكرانيًا، مما أدى إلى نشوب حريق وأضرار في ناقلة نفط واحدة على الأقل؛ الأمر الذي يزيد من حالة عدم الاستقرار في الإمدادات. بالإضافة لذلك، تعاني مراكز التصنيع الكبرى في آسيا، أكبر مناطق استهلاك النفط عالميًا، من تحديات مستمرة أدت إلى تراجع الأداء الصناعي في شهر أكتوبر، ما يؤثر على الطلب النفطي في المنطقة.

يغلب على سوق النفط حالة من الترقب والحذر وسط توازن هش بين وفرة المعروض وتأثير التطورات السياسية والاقتصادية على الطلب العالمي، مع استمرار أوبك+ في ضبط سياسة الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسعار وتقليل تقلبات السوق.