رسوم ترامب تتسبب في 40 مليار دولار تكلفة إضافية.. المستهلكون والتجار يتحملون العبء الأكبر

مع اقتراب موسم الأعياد، يشعر المستهلكون الأمريكيون بالأثر الواضح للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، حيث من المتوقع أن تزيد هذه الرسوم من تكلفة مشترياتهم بشكل ملموس خلال الفترة القادمة. وتأثير هذه الرسوم لا يقتصر على المستهلكين فحسب، بل يشمل تجار التجزئة أيضا الذين يواجهون عبئًا ماليًا إضافيًا بسبب السياسات الجمركية الجديدة.

التأثير المباشر للرسوم الجمركية على تكلفة مشتريات الأعياد للمستهلكين

أظهرت البيانات التحليلية التي قدمتها شركة LendingTree أن الرسوم الجمركية التي فرضت مؤخرًا ستؤدي إلى ارتفاع إجمالي التكاليف التي يتحملها المستهلكون في موسم الأعياد الشتوي لعام 2024 بما يقارب 28.6 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 132 دولارًا إضافيًا لكل متسوق؛ وهذا الرقم يعكس زيادة ملموسة تؤثر على ميزانيات الأسر، فارتفاع الأسعار الناتج عن هذه الرسوم سيدفع العديد من المستهلكين إلى إعادة التفكير في حجم الإنفاق على الهدايا والسلع الأساسية خلال الموسم. تجار التجزئة أيضًا سيتكبدون ما يقارب 12 مليار دولار من الأعباء المالية المرتبطة بهذه الرسوم، مما يشكل ضغطًا مضاعفًا على سوق التجزئة وحركة البيع خلال موسم الأعياد.

تغيرات ملموسة في سلوك المستهلكين وتوزيع الأعباء بين السلع

يواجه المستهلكون في 2024 واقعًا صعبًا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي أدت إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع، لا سيما الإلكترونيات والملابس، حيث يُتوقع أن يدفع متسوقو الإلكترونيات ما يقارب 186 دولارًا إضافيًا في المتوسط، بينما تصل التكلفة الإضافية لكل مشتري ملابس أو إكسسوارات إلى نحو 82 دولارًا. كما يتوقع أن يزيد إنفاق مشتري منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل والألعاب بمقدار 14 دولارًا لكل متسوق، بينما ترتفع تكلفة الطعام والحلوى حوالي 12 دولارًا. هذا التفاوت في الأعباء يشير إلى أن الرسوم الجمركية تؤثر بشكل متفاوت على مختلف أصناف المنتجات، مما قد يدفع الأسر إلى تقليل كمية الهدايا أو البحث عن بدائل أقل تكلفة خلال فترة الأعياد.

ردود الأفعال الاقتصادية وتوقعات مستقبلية لسوق التجزئة في ظل رسوم ترامب الجمركية

يرى محللو سوق التجزئة، ومن بينهم كبار خبراء شركة LendingTree، أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى تغيير بصري في عادات الشراء لدى المستهلكين، حيث قد يختار البعض تقديم عدد أقل من الهدايا أو اللجوء إلى اختيارات أقل تكلفة خلال موسم الأعياد لتعويض الزيادة في الأسعار، رغم أن بعض فئات السلع مثل الإلكترونيات والملابس قد تستمر في الحصول على طلب ثابت نظرًا لرغبات المستهلكين المتأصلة. هذه المعطيات تؤكد أن الرسوم لن تؤثر فقط على الأسعار، بل ستغير من ديناميكيات سوق التجزئة وممارسات الشراء بشكل عام؛ وهذا يعكس واقعًا اقتصاديًا معقدًا يضيف طبقة جديدة من التحديات أمام المستهلكين وأصحاب المحلات على حد سواء.