الغابات شريان الحياة.. مسؤولة في التحالف العالمي للمناخ تحذر من تهديدها الحاد للبشر جميعًا
تُعدّ غابات الأمازون العمود الفقري لصحة الإنسان والكوكب معًا، حيث تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن المناخ ودعم النظم البيئية التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة، لكن التحديات البيئية التي تواجهها تهدد هذه الفوائد بشكل كبير. الغابات المطيرة تمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتحافظ على درجات الحرارة المعتدلة، وتساعد في تنظيم هطول الأمطار، ما يجعلها من أهم عناصر نظام دعم الحياة على الأرض.
دور غابات الأمازون في دعم الصحة العامة والتنمية المستدامة
تسهم غابات الأمازون في تنقية الهواء والمياه عبر نظامها البيئي الغني بالتنوع الحيوي، حيث يعمل هذا التنوع على تقليل تكاثر البعوض الناقل للأمراض، وهذا ينعكس إيجابيًا على صحة السكان المحليين والسكان الأصليين الذين يعتمدون على هذه الموارد الطبيعية بشكل مباشر؛ إذ توفر لهم الغابة الغذاء والعلاج من خلال النباتات الطبية التي تم استخدامها عبر الأجيال. كما تدعم هذه الغابات النظم الغذائية المستدامة، فتأمين الغذاء الصحي يأتي مرتبطًا بحماية البيئة، وهذا يجعل حماية غابات الأمازون جزءًا لا يتجزأ من تعزيز الصحة العامة والتنمية المتوازنة في المنطقة.
تحديات إزالة الغابات وتأثيرها على صحة السكان الأصليين والمحيط البيئي
تواجه غابات الأمازون خطرًا كبيرًا نتيجة إزالة الغابات التي تزداد بسبب النشاطات الزراعية على نطاق واسع مثل تربية الماشية وزراعة فول الصويا، وهذا التدهور يعيق قدرة الغابات على امتصاص الكربون، ما يسرّع من تفاقم أزمة تغير المناخ. العلماء يحذرون من احتمال تحول الأمازون إلى سافانا جافة، وهو ما يؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الكربون، مع تداعيات كارثية على المناخ وصحة الشعوب. إضافة إلى ذلك، تتصاعد المخاطر البيئية مع خطط التنقيب عن النفط التي تعرض النظام البيئي والتربة والمياه للملوثات، ممّا ينذر بتدهور أوضاع صحة الإنسان، لا سيما بين السكان الأصليين الذين غالبًا ما يعانون من ضعف الخدمات الصحية وعدم وجود دعم ثقافي ملائم في المناطق النائية.
فرص استثنائية لتحويل الأمازون إلى نموذج عالمي لصحة الإنسان والمناخ
على الرغم من المخاطر، يُمكن لغابات الأمازون أن تشكل نموذجًا عالميًا للتحول الإيجابي عبر استراتيجيات تحمي البيئة وتدعم صحة الإنسان في آنٍ معًا، وهي تستند إلى دمج المعرفة التقليدية للسكان الأصليين مع السياسات الصحية والمناخية. الاستثمار في الاقتصاديات القائمة على الغابات مثل الحصاد المستدام للفواكه والمكسرات والنباتات الطبية يعزز النمو الاقتصادي المحلي ويحد من الاعتماد على الأنشطة الاستخراجية المدمرة. مبادرات مثل “Mutirão من أجل الصحة والمناخ” تبرز نجاحات مبكرة في هذا المجال، حيث توفّر هذه الجهود فرصًا لتحسين الصحة، حماية البيئة، وتقليل الفقر بصورة متوازنة. مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم يمثل فرصة حقيقية لعرض هذه الإنجازات وتعزيز الالتزام العالمي بمستقبل مستدام للأمازون ولصحة الإنسان على حد سواء.
| التحدي | التأثير | الحلول المقترحة |
|---|---|---|
| إزالة الغابات | زيادة انبعاثات الكربون؛ تدهور النظم البيئية؛ تهديد صحة الإنسان | تشجيع الزراعة المستدامة؛ حماية الأراضي الأصلية؛ استثمار الاقتصادات القائمة على الغابات |
| التنقيب عن النفط | تلوث المياه والتربة؛ اضطرابات اجتماعية | فرض قيود بيئية صارمة؛ دعم المجتمعات المحلية |
| ضعف الخدمات الصحية | عدم الوصول للرعاية؛ تفاقم الأمراض | تحسين البنية التحتية الصحية؛ دمج المعرفة التقليدية للمعالجات الصحية |
