بيليم 2025.. تحديات المناخ وتمويلات معلقة تضع قمة الأرض تحت المجهر

تتجه أنظار العالم نحو مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في بيليم بالبرازيل، حيث تتصدر ضعف الطموحات المناخية ونقص التمويلات المخصصة للدول الفقيرة جدول الأعمال، وسط تحديات كبيرة في حماية الغابات. يعكس هذا المؤتمر حالة من عدم اليقين بشأن الالتزامات المستقبلية للدول في مواجهة التغير المناخي، إذ تشير التقديرات إلى أن الجهود الحالية ستخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة “نحو 10% فقط بحلول عام 2035” مقارنة بعام 2019، وهو ما يعد بعيدًا عن المستهدفات العالمية.

ضعف الطموحات المناخية وتأثيرها على الالتزامات الدولية في مؤتمر الأطراف 30

تتجلى أزمة الطموحات المناخية الضعيفة في أن نحو مئة دولة لم تقدم بعد خرائط طريق واضحة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام نجاح مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم. فمنذ اتفاقية باريس 2015، يُطلب من الدول تحديث خططها كل خمس سنوات باستخدام استراتيجيات فعالة تشمل استبدال مصادر الطاقة التقليدية بالطاقات المتجددة. رغم ذلك، لا تزال الخطط المقدمة ناقصة أو غير مكتملة لدى العديد من الأطراف، ما يقلل من فرص تحقيق الأهداف المنشودة. في الوقت نفسه، تطرح الدول الأكثر انبعاثًا مطالب باستخدام تعهداتها بشكل أكثر قوة ووضوحًا لتسريع الجهود العالمية.

الأزمة التمويلية وتأثيرها على الدول الفقيرة في مؤتمر الأطراف 30

تحتل مسألة التمويل محورًا مهمًا في النقاشات، إذ تم تحديد هدف مالِي جديد بمبلغ 300 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035 لدعم الدول النامية، وهو مبلغ يعتبره كثيرون لا يزال غير كافٍ مقارنة بحاجات تلك الدول المتزايدة. تهدف هذه التمويلات إلى مساعدة تلك الدول في التكيف مع الكوارث المناخية مثل الفيضانات والجفاف، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات في الطاقات النظيفة وتجنب الاعتماد على الفحم والنفط. كما يُتوقع خلال المؤتمر تحديد إطار عمل مالي أوسع بإجمالي 1.3 تريليون دولار سنويًا من مصادر مختلفة، لدعم جهود التنمية المستدامة والتكيف مع التغير المناخي، وذلك في سياق “خارطة الطريق من باكو إلى بيليم” التي تسلط الضوء على إصلاح المؤسسات المالية الدولية.

حماية الغابات ودور “صندوق تمويل الغابات المطيرة” في مؤتمر الأطراف 30

اختيار البرازيل لاستضافة مؤتمر الأطراف الثلاثين في منطقة الأمازون يبرز أهمية الغابات كمصدر هام لامتصاص الكربون وحماية التنوع البيولوجي، خاصة مع تسجيل مستوى قياسي في إزالة الغابات المطيرة خلال السنوات الماضية. من هنا، تقدم الرئاسة البرازيلية مبادرة إنشاء “صندوق تمويل الغابات المطيرة” (TFFF) بجمع 125 مليار دولار تُستثمر في الأسواق المالية، على أن تُستخدم أرباحه كمكافآت للدول التي تحافظ على الغطاء الحرجي وتقلل من إزالة الغابات، مثل كولومبيا وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا. يرى خبراء بيئيون أن هذا الصندوق خطوة إيجابية، لكنه يحتاج إلى دعم بخطط عمل واضحة لإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030. بالمقابل، تظل الدول المتقدمة متحفظة على المبادرة وتطالب بمزيد من الدراسة والمفاوضات قبل الإعلان عن أي تمويل ملموس.

البند التفاصيل
الانبعاثات المتوقعة بحلول 2035 تخفيض بنسبة نحو 10% فقط مقارنة بعام 2019
التمويل السنوي المستهدف للدول النامية 300 مليار دولار
التمويل السنوي الإجمالي المتوقع (عامة وخاصة) 1.3 تريليون دولار
مبالغ صندوق تمويل الغابات المطيرة 125 مليار دولار للاستثمار والأسواق المالية
الدول المستهدفة بالصندوق كولومبيا، غانا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إندونيسيا

يُختتم مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم بقيام الدول بعرض خرائط طريقها المناخية رفقة مناقشة هذه الملفات الحساسة، وسط توقعات بتصعيد الضغوط على الدول ذات الانبعاثات العالية لتعزيز التزاماتها، والتزام بحث حلول تمويلية أكثر فاعلية، كما تبقى حماية الغابات محورًا لا بد من حسم آلياته سريعًا، نظرًا لتأثيره الكبير على البيئة العالمية والتغير المناخي.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.