الإغلاق الحكومي الأمريكي.. أطول فترة توقف تاريخية تكسر كل الأرقام القياسية
دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي يومه السادس والثلاثين، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً كأطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة، متجاوزاً مدة الإغلاق الذي وقع عام 2019 في عهد رئاسة دونالد ترامب. هذا الشلل المتواصل منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول يصيب البلاد بتجميد جزئي للمصالح الحكومية، ويؤثر سلباً على ملايين الموظفين والبرامج الاجتماعية الحيوية.
تاريخ الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأثيراته المتكررة
الإغلاق الحكومي الأمريكي الحالي كسر الرقم القياسي السابق الذي حدث في فترة رئاسة ترامب الأولى، حين استمر 35 يوماً بسبب خلاف حول تمويل بناء الجدار الحدودي، حيث عارض الديمقراطيون تخصيص الميزانية لهذا المشروع. يحافظ الإغلاق الجديد على استمراريته رغم محاولات واشنطن المتكررة للتوصل إلى اتفاق، ما أدى إلى تعطيل كبير في الخدمات العامة، وتجميد الرواتب لمئات آلاف العاملين في القطاع الحكومي، مما دفعهم إلى اللجوء إلى بنوك الطعام والمساعدات المدنيّة.
الآثار الإنسانية والاقتصادية للإغلاق الحكومي الأمريكي الحالي
تتجلى آثار الإغلاق الحكومي الأمريكي بصورة مؤلمة على الفئات الأكثر حاجة، إذ يعاني الموظفون الحكوميون من انقطاع رواتبهم، خصوصاً بأن العديد منهم باتوا عاجزين عن تأمين متطلبات أسرهم اليومية. يرافق ذلك أزمة في النقل الجوي مع تزايد تأخيرات الرحلات بسبب نقص العاملين في مراقبة الحركة الجوية وأمن النقل الفيدرالي، إلى جانب توقف صرف الدعم الغذائي الكامل لـ42 مليون أمريكي يعتمدون على برنامج “SNAP”، حيث سيحصلون على نصف المخصصات فقط خلال نوفمبر/تشرين الثاني.
- تعطل المساعدات الغذائية للفقراء يؤثر على نحو 40 مليون مواطن بمختلف الولايات
- تأخيرات متزايدة في الرحلات الجوية بسبب نقص موظفي مراقبة الحركة الجوية وأمن النقل
- تجميد الجزئي لمنح مساعدات “SNAP” خلال فترة الإغلاق بسبب الخلافات السياسية
الأزمة السياسية وأثرها على استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي
شهد الخطاب السياسي مؤخراً حالة من التوتر والانقسام، حيث وصف زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الأوضاع بأنها “مخجلة مقرفة” نتيجة لتزايد اللجوء إلى بنوك الطعام، وتحمل المعلمين لأعباء إضافية تمويلية لتوفير الغذاء للطلاب. رغم ذلك، يُظهر الطرفان في الكونغرس تباطؤاً في تقديم تنازلات حاسمة، مما يعمّق الأزمة. رفض الديمقراطيون مشروع قانون التمويل الذي صودق عليه عدة مرات في مجلس النواب، مطالبين بربط إعادة فتح الحكومة بمفاوضات حول تمديد اعتمادات الضرائب التابعة للرعاية الصحية، فيما يطالب حزب الأغلبية مواصلة الضغط للانتهاء من الإغلاق.
| الطرف | الموقف من الإغلاق | الإجراء الأخير |
|---|---|---|
| الجمهوريون | يدعمون مشروع التمويل دون شروط إضافية | تصويت على مشروع القانون في مجلس الشيوخ |
| الديمقراطيون | يرفضون قانون التمويل ويربطونه بالمفاوضات على الضرائب للرعاية الصحية | رفض التشريع للمرة الرابعة عشرة |
وطالب السيناتور كريس مورفي بضرورة التركيز على معاناة الشعب، مشدداً على أن استمرار الإغلاق وتعليق الخدمات سيؤدي إلى أضرار أكبر من ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية التي تزيد بنسبة تتراوح بين 100 إلى 200%، محذراً من أن الحالة الراهنة قد تكون مدمرة للكثيرين على مستوى الحياة والصحة. يبقى الإغلاق الحكومي الأمريكي إذن معاناة مستمرة تؤثر على الاقتصاد والمواطنين، في ظل تعثر الحوار السياسي وتواصل الأزمة بمآلات غير واضحة.
