طفرة كيميائية مذهلة.. الذهب يلمع والسيانيد يزدهر في سباق التعدين العالمي المتسارع
شهدت صناعة التعدين العالمية طفرة كيميائية ملحوظة مع ازدهار إنتاج السيانيد تزامنًا مع ارتفاع أسعار الذهب، إذ أصبح تصنيع سيانيد الصوديوم المطلوب بشدة في استخلاص الذهب من الخام المحطم أحد أهم المحركات التي تدعم سوق المعادن النفيسة بأكمله، ما يجعل الكلمة المفتاحية “زيادة إنتاج سيانيد الصوديوم لتلبية طلب التعدين على الذهب” محورية في فهم هذا التحوّل الاقتصادي الكبير.
تأثير زيادة إنتاج سيانيد الصوديوم على سوق الذهب العالمي
زاد الطلب العالمي على سيانيد الصوديوم بنسبة كبيرة بعد الارتفاع الأخير في أسعار الذهب، حيث يعتمد الصناعيون على هذا المركب الكيميائي لاستخلاص المعدن الثمين من الصخور المكسّرة بكفاءة غير مسبوقة؛ وبحسب تقرير صحيفة فايننشال تايمز، كشفت شركتان من أبرز مورّدي السيانيد عن خطط توسع واضحة لتعزيز العمليات الإنتاجية تماشيًا مع هذا الطلب المتصاعد. أندرو ستيوارت من شركة أوريكا التي استحوذت على منافستها الأمريكية “سيانكو” عام 2019 مقابل 640 مليون دولار، أكد نيتهم في تعجيل وتيرة الإنتاج، خصوصًا مع إعادة فتح مناجم الذهب المتوقفة في أمريكا الشمالية، ما يعكس التناغم بين أسعار الذهب وانعكاسها على سوق السيانيد. وعلى نفس السياق، أعلنت شركة أستراليان جولد ريجنتس عن طلب زيادة الطاقة الإنتاجية في منشأتها بغرب أستراليا إلى 210 آلاف طن سنويًا، بعدما رفعت إنتاجها بنسبة 30% هذا العام إلى 130 ألف طن.
دور الشركات الأسترالية في تلبية الطلب المتنامي على سيانيد الصوديوم في التعدين الذهبي
تُعد شركة ويسفارمرز، المالكة لشركة AGR، نموذجًا بارزًا في الاستثمارات الناجحة بقطاع الكيماويات، حيث تركز على إنتاج سيانيد الصوديوم الذي يمثل أحد أعظم عوائد رأس المال لديها؛ وهو ما يدفعها للمحافظة على مكانتها في السوق مع المنافسة الحادة من شركات مثل دراسلُفكا التشيكية والمصنعين الصينيين اللذين يعتمدان على السيانيد كمادة ثانوية في صناعة النايلون. حسب تصريح آرون هود، المدير الإداري لقسم الكيماويات والطاقة والأسمدة، فإن مصنع السيانيد يعتبر امتيازًا تصديريًا هامًا للشركة، الأمر الذي يمنحها قدرة تنافسية كبيرة في مواجهة التحديات السوقية. بالرغم من تعدد المحاولات لتطوير بدائل أقل سمية، تبقى شركات التعدين مُصرّة على استخدام سيانيد الصوديوم بفضل فعاليته في استخلاص الذهب وتكاليفه المعقولة، ما يؤكد ثبات ركائزه في الصناعة.
التحديات والفرص في سوق إنتاج السيانيد وتأثيرها على استدامة التعدين
بينما يستمر الارتفاع في أسعار الذهب بإثارة نشاطات الاستكشاف والتعدين، تظهر تحديات بيئية وقانونية تحد من إنتاج واستخدام السيانيد، لاسيما فيما يتعلق بخطر تسرب المادة السامة إلى مصادر المياه؛ وهو ما دفع الحكومات إلى فرض قيود صارمة. على الرغم من الدراسات المتقدمة التي يقودها باحثون مثل بول بروير بابتكار بدائل كيميائية مثل ثيوكبريتات، تبقى مقاومة الصناعة صلبة بسبب الحاجة إلى الحفاظ على الأداء الاقتصادي وضرورة الاعتماد على مركبات متينة مثل السيانيد. إضافة إلى ذلك، يدفع ارتفاع الطلب شركات التعدين الصغيرة لاستغلال رواسب كانت تُعتبر سابقًا غير مجدية اقتصاديًا، ما يشكل فرصًا جديدة لتوسيع السوق، ويحفز نمو صناعة إنتاج سيانيد الصوديوم التي تمثل العمود الفقري لاستخلاص الذهب بكفاءة.
| الشركة | التوسع المخطط | نطاق التوريد | ملاحظات |
|---|---|---|---|
| أوريكا | تسريع إنتاج سيانيد الصوديوم بأمريكا الشمالية | مشغلي المناجم في أمريكا الشمالية | الاستحواذ على “سيانكو” مقابل 640 مليون دولار |
| أستراليان جولد ريجنتس | زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 210 ألف طن سنويًا | أفريقيا، أستراليا، أمريكا الجنوبية، جنوب شرق آسيا | رفع الإنتاج بنسبة 30% في 2024 |
| ويسفارمرز (AGR) | استثمار مستمر في مصنع السيانيد | تصدير واسع في السوق العالمية | واحدة من أكبر الاستثمارات مع عوائد مرتفعة |
هذه التطورات في سوق إنتاج سيانيد الصوديوم، مدفوعة بزيادة أسعار الذهب وتوسع أنشطة التعدين، تؤكد على الدور الحيوي للقطاع الكيميائي في تعزيز قدرة استغلال الموارد الطبيعية ومواكبة الطلب العالمي، بينما تواجه الصناعة تحديات بيئية وتقنية تحتم استمرار البحث والتطوير لضمان استدامة هذا النشاط الحيوي.
