نقص المحركات .. كيف تحولت الطائرات الخاصة إلى مصدر أرباح غير متوقع في الأسواق العالمية

يعاني قطاع الطيران الخاص من أزمة حقيقية نتيجة نقص المحركات، مما حول الطائرات الخاصة إلى مصدر غير متوقع للأرباح عبر تأجير المحركات لأصحاب الطائرات الذين يواجهون تأخيرات طويلة في إصلاح طائراتهم.

كيف استغل نقص المحركات فرص تأجير محركات الطائرات الخاصة

شهدت صناعة الطيران نقصًا حادًا في المحركات وقطع الغيار منذ جائحة كوفيد-19، أثر بشكل مباشر على الطائرات الخاصة والتجارية على حد سواء، ما تسبب في تأخيرات طويلة في عمليات الإصلاح والصيانة؛ وبذلك بدأ مالكو الطائرات الخاصة يفضلون تأجير المحركات بدلًا من الطائرات كاملةً، خاصةً وأن المحركات مرتبطة غالبًا بتجهيزات داخلية فاخرة مثل الذهب والرخام والمساحات الواسعة التي تميز هذه الطائرات. بهذا الشكل، تمكّن بعض مالكي الطائرات الخاصة من تحويل ما كان يشكل عبئًا ماليًا إلى فرصة لتحقيق دخل ثابت.

أسباب وتأثيرات نقص المحركات على قطاع الطيران الخاص والتجاري

يشهد سوق المحركات النفاثة أوقات انتظار تتراوح بين أربعة وستة أشهر وأحيانًا تصل إلى عشرة أشهر مقارنةً بالشهور القليلة المعتادة، وهو ما يزيد من الإقبال على محركات الإيجار كحل مؤقت وفعال؛ إذ يُستأجر المحرك النفاث متوسط الحجم مقابل حوالي 50 ألف دولار لعدة أيام فقط، ويتم فكه وتركيبه بسرعة فائقة تصل أحيانًا إلى ليلة واحدة فقط. تعد شركات مثل برات آند ويتني، رولز رويس، وهانيويل من أبرز المصنعين الذين يكافحون لتلبية الطلبات المتزايدة، خاصة في ظل عودة السفر الجوي بنسب تجاوزت 30% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، مما فاقم الأزمة وأثر على القدرة الإنتاجية لسلاسل التوريد.

الآثار الاقتصادية والعملية لنقص المحركات على مالكي الطائرات الخاصة

يبرز نقص المحركات كأحد أبرز التحديات التي تواجه صيانة الطائرات، لا سيما مع نقص الأيدي العاملة المتخصصة في الصيانة، والتي أصبحت أقل جذبًا للشباب، مما يزيد من صعوبة تلبية الطلبات التقنية المتزايدة. ويشير خبراء مثل لورا أوبيروي من شركة أدلشو جودارد للمحاماة إلى تحول لا سابق له في طريقة استثمار العائلات بطائراتها الخاصة، حيث أصبحت بالفعل مصدرًا لأرباح بدلاً من أعباء مستمرة، مع تزايد اعتماد هؤلاء الملاك على تأجير المحركات بوصفه وسيلة عملية وذكية لمواجهة الظروف الراهنة.

تُظهر هذه المؤشرات كيف تحولت مشكلة نقص المحركات إلى فرصة اقتصادياً جديدة في عالم الطائرات الخاصة، مؤكدةً أن المرونة في التعامل مع الظروف التجارية والصناعية يمكن أن تحقق نتائج غير متوقعة على مستوى الأرباح والاستدامة.