تحديث شامل .. التعليم تعلن خطوة استراتيجية تعيد رسم مستقبل الاختبارات في المدارس السعودية وتحدد معايير جديدة للنجاح

تسعى وزارة التعليم السعودية إلى تحسين تجربة الاختبارات المركزية والاختبارات خلال اليوم الدراسي عبر مراجعة شاملة تعتمد على آراء المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، بهدف تعزيز فعالية التقييم وتحقيق التوافق مع متطلبات الواقع التعليمي المستجد.

مفهوم مراجعة تجربة الاختبارات المركزية وتأثيرها على العملية التعليمية

أعلنت وزارة التعليم عن بدء مراجعة تجربة الاختبارات المركزية التي تُجرى داخل المدارس، مع التركيز على جمع ملاحظات جميع الأطراف المشاركة في العملية التعليمية من خلال استبيانات وطنية، تهدف إلى تقييم مستوى الانضباط، وفعالية هذه الاختبارات، ومدى رضا المواطنين عن أسلوب التقييم الحالي؛ حيث تعتبر هذه الخطوة أساساً لبناء تصور مستقبلي يتناسب مع متطلبات التعليم في المملكة. ويرى مسؤولون في القطاع التعليمي أن هذه الاستبيانات ليست إجراء شكلياً بل مرجع مهم يوجه الخطط القادمة ويزيد من شفافية اتخاذ القرار، ما يواكب رؤية 2030 التي تركز على تطوير مخرجات التعليم وربطها بمهارات الحياة والعمل بدلاً من الحفظ والتلقين فقط.

دور تجربة الاختبارات المركزية أثناء اليوم الدراسي في رفع مستوى الانضباط الأكاديمي والسلوكي

تجربة إجراء الاختبارات أثناء اليوم الدراسي، التي تم تطبيقها العام الماضي، شكلت نقلة نوعية في منظومة التقييم، حيث سلّطت الضوء على أثرها في تعزيز الانضباط السلوكي لدى الطلاب خلال فترات الامتحانات؛ لكنها في المقابل أثارت جدلاً بين أولياء الأمور والمعلمين، إذ يرى بعض الآباء أنها تقلل الضغوط النفسية على أبنائهم بينما يرى آخرون أن الوقت المخصص للتحضير كان غير كافٍ، مما انعكس سلباً على النتائج. أما المعلمون فيؤكدون أن الاختبارات المركزية عززت روح الجدية والانضباط لكنها فرضت تحديات إدارية وتنظيمية كبيرة على المدارس، خصوصاً مع التوسع في تطبيقها لكافة المراحل الدراسية، مما يجعل تقييم هذه التجربة خطوة ضرورية لتحديد الاتجاه الأفضل في مستقبل التقييم التعليمي.

كيفية إشراك المجتمع التعليمي في تطوير تجربة الاختبارات المركزية ومناهج التقييم

تعتمد الوزارة على استبيانات شاملة تضمن مشاركة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور في صياغة استراتيجيات تطوير تقييمات المدارس؛ ويرى الخبراء أهمية الأخذ في الاعتبار التنوع الكبير بين المدارس الحضرية والريفية، لتفادي اتخاذ قرارات بعيدة عن واقع كل مدرسة. وترى الوزارة أن هذه المشاركة المجتمعية في صناعة القرار تعكس توجهًا متقدمًا نحو الحوكمة الرشيدة والتقييم المستمر، بما يتوافق مع المعايير العالمية. كما تشير إلى أن نتائج المراجعة ستوجه نحو إدخال أساليب تقييم أكثر مرونة تجمع بين الطرق التقليدية ووسائل قياس حديثة تركز على التفكير النقدي وبناء مهارات القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي يساهم في رفع كفاءة التعليم ويصنع فارقًا جوهرياً في مستقبل الأجيال القادمة.