مخاوف فائض المعروض .. النفط يتراجع ويتكبد خسائر إضافية في الأسواق العالمية

انخفضت أسعار النفط اليوم بسبب تزايد القلق من فائض المعروض وتأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط عالمياً، رغم توقعات الرئيس ترامب بالتوصل إلى اتفاق تجاري قريباً. هذه التوترات أثرت على تحركات السوق، خاصة مع استمرار الخلافات في مجالات الرسوم الجمركية والتكنولوجيا ووصول الشركات إلى الأسواق.

تراجع أسعار النفط اليوم وأسبابه في ظل أزمة فائض المعروض

شهدت أسعار النفط أمس هبوطاً ملحوظاً مع انخفاض عقود خام برنت الآجلة 14 سنتاً، ما يعادل 0.2%، لتصل إلى 60.87 دولار للبرميل عند تمام الساعة 04:05 بتوقيت أبوظبي؛ في حين سجل عقد خام غرب تكساس الوسيط للتسليم في نوفمبر تراجعاً بنسبة 0.1% إلى 57.45 دولار، وانخفض عقد ديسمبر بنسبة 0.2% إلى 56.89 دولار للبرميل. أشار مركز ريتربوش اند أسوشيتس إلى أن سوق النفط ما زالت تشهد ضغوطاً هبوطية، مفضلاً البيع عند ارتفاع الأسعار بدلاً من الشراء في حالات الانخفاض؛ كما أظهر استطلاع أولي أن مخزونات النفط الخام الأمريكية قد ارتفعت مؤخراً، ما زاد المخاوف من استمرار فائض المعروض في السوق.

التوترات التجارية بين أمريكا والصين وتأثيرها على سوق النفط

تظل التوترات بين الولايات المتحدة والصين عائقاً رئيسياً للسوق النفطي، رغم إعلان ترامب عن توقعه التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، مع بقاء نقاط الخلاف الأساسية مثل الرسوم الجمركية وقضايا التكنولوجيا دون حل قبل لقائهما المتوقع في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل. هذه المخاوف تقلق المستثمرين بسبب تأثيرها المباشر على طلب النفط العالمي، خصوصاً أن الصين تمثل أحد أكبر المستهلكين، ما يزيد من احتمال ضعف الطلب وارتفاع المخزونات، وبالتالي ضغوط فائض المعروض التي تخفض الأسعار.

الغموض المستمر حول إمدادات النفط الروسية وتعقيدات السوق العالمية

يتعقد وضع سوق النفط نتيجة الغموض المحيط بإمدادات الخام الروسية، خصوصاً بعد حادثة هجوم بطائرة مسيرة على مصفاة نوفوكويبيشيفسك التابعة لشركة روسنفت في منطقة الفولجا، الذي أدى إلى توقف المعالجة هناك. من جهة أخرى، تعتبر الهند المشتري الرئيسي للنفط الروسي المخفض الثمن بعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، لكن ترامب أشار إلى احتمال فرض رسوم جمركية ضخمة على الهند إذا لم توقف مشترياتها من النفط الروسي، ما يضيف طبقة أخرى من التعقيد للطاقة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية حدوث فائض في سوق النفط العالمي يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول 2026، بفعل زيادة الإنتاج من أوبك+ وبعض المنافسين، مقابل ضعف مستمر في الطلب العالمي.

• شركة بتروجت تعزز وجودها في السوق الجزائري عبر مشاركتها في مشروع حاسي النفطي للمقاولات العامة
• ترامب يطالب الهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي كشرط لرفع الرسوم الجمركية المفروضة عليها

التحديات التي تواجه سوق النفط العالمية اليوم تتمثل في مزيج من فائض المعروض، التوترات التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم، والضبابية المحيطة بإمدادات أوبك+، لا سيما روسيا. كل هذه العوامل تؤثر في حركة الأسعار وتخلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق، مما يحتم مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب لمعرفة اتجاهات أسعار النفط القادمة.