ارتفاع ملحوظ .. أسعار الذهب قرب مستوياتها التاريخية مع تصاعد الإقبال على الملاذات الآمنة في السوق العالمي

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء لتقترب من أعلى مستوياتها التاريخية، مدفوعة بطلب متزايد على الملاذات الآمنة وتوقعات متواصلة بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يعزز جاذبية المعدن النفيس للمستثمرين.

تحركات سعر الذهب الفوري والعقود الآجلة في ظل تطورات السوق

شهد الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 4363.58 دولار للأونصة مع بداية التداولات، مسجلاً معدلات قريبة من الرقم القياسي الجديد الذي بلغه الاثنين عند 4381.21 دولارًا للأونصة، وقد انعكست هذه الوتيرة صعودًا في أسعار العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر، التي زادت بنسبة 0.5% لتصل إلى 4379 دولارًا للأونصة، وفقًا لوكالة “رويترز”، مما يعكس حالة التفاؤل في سوق المعادن الثمينة.

تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي وتوقعات خفض أسعار الفائدة على أسعار الذهب

مع استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية لليوم العشرين على التوالي، مما أدى إلى تعطيل صدور البيانات الاقتصادية المهمة، يشعر المستثمرون بفراغ معلوماتي حاد قبيل اجتماع السياسة النقدية القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهذا يعزز من رغبتهم في اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن. وعلى الرغم من الجمود الذي شهده مجلس الشيوخ، صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، باحتمال انتهاء الإغلاق خلال الأسبوع الجاري، في حين تستعد الأسواق بسعر معولم لتعزيز خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة في ديسمبر، مما يُحسن أداء الذهب الذي يظل جاذبًا خاصة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

توقعات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي وأداء المعادن الثمينة الأخرى بجانب الذهب

يركز المستثمرون الآن بكل اهتمام على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي التي تم تأجيل صدورها بسبب الإغلاق، والتي من المتوقع أن تظهر ارتفاعًا بنسبة 3.1% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو ما قد يرفع المخاوف بالنسبة لصانعي السياسات حول مدى ملاءمة خفض أسعار الفائدة. في هذا الوقت، سجل صندوق “SPDR Gold Trust” ارتفاعًا في حيازاته بنسبة 1.09% لتصل إلى 1058.66 طن متري، بينما شهدت المعادن الثمينة الأخرى تباينًا؛ إذ انخفضت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.3% إلى 52.29 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين 0.3% إلى 1643.48 دولار، كما صعد البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 1504.72 دولار للأونصة، مما يعكس تحركات مختلفة ضمن قطاع المعادن الثمينة.

وفي ضوء هذه التطورات، يعقد اجتماع هام بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ في ماليزيا خلال الأسبوع، حيث سيكون الهدف تجنب تصعيد الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، وهذا اللقاء قد يؤثر بشكل غير مباشر على تحركات أسواق المعادن الثمينة، وعلى رأسها الذهب، الذي يظل في دائرة اهتمام المستثمرين الدوليين وسط هذه الأجواء الاقتصادية والسياسية المتقلبة.