زيادة ملحوظة.. جولة المصري اليوم تكشف إقبالًا كبيرًا على الفضة كملاذ آمن بعد ارتفاع الذهب

شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا متواصلًا في أسعار الفضة جعل منها ملاذًا آمنًا ومنافسًا بارزًا للذهب بسبب توجه كثير من المستثمرين، خاصة صغارهم، إلى الاستثمار في الفضة كبديل يضمن الحفاظ على مدخراتهم؛ حيث تتميز بتكلفتها المنخفضة مقارنة بالذهب، فضلاً عن مكاسبها المتتالية خلال العام الجاري.

ارتفاع الطلب على الفضة كملاذ آمن بديلاً عن الذهب

شهدت المناطق المعروفة بأسواق الصاغة مثل الحسين والدقي إقبالًا متزايدًا على شراء الفضة، خصوصًا السبائك، سواء لغرض الاستثمار أو للشبكة في حفلات الزواج، إذ بات الذهب بأسعاره الحالية يشكل عائقًا كبيرًا أمام الكثيرين. ربة المنزل هدير لبيب (55 عامًا) تحولت من ادخار الذهب إلى الاستثمار في الفضة بعد ارتفاع أسعار الذهب وتدهور قيمة الجنيه، وأبدت اهتمامها بالفضة التي تراها خيارًا أوفر وأكثر استقرارًا. كذلك ذهبى محمد، طالبة ماجستير، إلى محال الفضة بعد نصيحة والدها كما خطط الأب لشراء سبائك فضة شهريًا لتوفير مبلغ يمكن الاستفادة منه في المستقبل، مع اهتمامه الكبير بمعرفة الفروق بين الفضة الأصيلة والمغشوشة، مما يعزز ثقة المستهلكين في هذا الاستثمار.

تغير سلوك المستهلكين مع تزايد الطلب على سبائك الفضة

أوضح علي محمد، بائع في منطقة الصاغة، أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا ملحوظًا في توجهات الشراء، حيث اتجه الشباب المقبل على الزواج نحو الفضة كخيار عملي واقتصادي بديلًا للشبكة الذهبية. وأشار مصطفى أحمد، أحد تجار الفضة بالدقي، إلى أن الطلب لم يعد مقتصرًا على المشغولات النسائية بل اتسع ليشمل شرائح مختلفة تبحث عن وسيلة للادخار والاستثمار، خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير. يؤكد محمد كريم أن أسعار الفضة تضاعفت بنحو 70% خلال العام الجاري، مشيرًا إلى التفاوت في مصنعية السبائك حسب الوزن، حيث تكون المصنعية منخفضة نسبيًا في الأوزان الكبيرة مقارنة بالصغيرة، مما يزيد من جاذبية السبيكة الأثقل للمتعاملين.

• سعر مصنعية كيلو الفضة حوالي 4 جنيهات للجرام
• مصنعية نصف كيلو تبلغ 4.5 جنيهات للجرام
• مصنعية الربع 4.85 جنيهات للجرام
• مصنعية الأونصة (31 جرامًا) تصل إلى 14 جنيهًا
• سبيكة 10 جرامات عليها مصنعية 16 جنيهًا
• سبيكة 5 جرامات تصل مصنعية إلى 19.5 جنيهًا

ذكر عصام شلبي أن الزيادة في الإقبال تجاوزت 60% منذ بداية العام، ما يعكس حراكًا واضحًا واهتمامًا متزايدًا بالفضة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

عوامل ارتفاع أسعار الفضة وتوقعات السوق المستقبلية

نوّه جورج ميشيل، نقيب الجواهرجية، إلى أن ارتفاع أسعار الفضة في السوق المحلية يعود إلى عدة عوامل أبرزها زيادة الطلب وقلة المعروض، حيث وصل سعر عيار 999 إلى نحو 85 جنيهًا، وعيار 925 إلى نحو 79 جنيهًا للجرام. ونتيجة لضغط الطلب، قام بعض تجار الفضة برفع الأسعار إلى 96 جنيهًا لعيار 999، وهو ما يصاحب ارتفاعًا في الإقبال اليومي على الشراء. منذ بداية عام 2025، سجل سعر الفضة ارتفاعًا محليًا يقترب من 96% بعدما كان سعر الجرام حوالي 50 جنيهًا في مطلع العام؛ وهو ما يعكس موجة تصاعدية قوية مدعومة بزيادة الطلب الدولي على المعدن واستخداماته المتعددة.

يرجع هذا الارتفاع الدولي إلى الاستخدامات الصناعية المتزايدة للفضة في قطاعات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية والإلكترونيات، ما يتوقع معه استمرار نمو الأسعار خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أهمية الفضة كخيار استثماري جذاب ومتنوع الأوجه.

بهذا الشكل، برزت الفضة كأنسب وسيلة لحفظ قيمة المال والاستثمار المبني على معطيات السوق المحلية والعالمية، في ظل التذبذب الكبير الذي يطرأ على أسعار الذهب، ما يجعلها محورًا لجذب المستثمرين والمهتمين بحماية مدخراتهم.