عودة الفجوة بين الجنسين بسوق العمل الأمريكي.. كيف تعيد ظاهرة «ربات البيوت» التمييز؟
شهدت مشاركة النساء في سوق العمل الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال الأعوام الأخيرة، حيث خرجت أكثر من 600 ألف امرأة من القوى العاملة خلال أشهر قليلة، ما أعاد فتح ملف الفجوة بين الجنسين في العمل بشكل واضح. بعد تقدم دام أكثر من سبعين عامًا، بدأت هذه المشاركة تشهد انكماشًا غير متوقع في ظل تحولات اجتماعية واقتصادية حديثة.
تراجع مشاركة النساء في سوق العمل الأمريكي والأسباب الاجتماعية والاقتصادية
لم تكن القطاعات التي تتركز فيها النساء هي الأكثر تضررًا من الخسائر الوظيفية الأخيرة، إذ أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي أن قطاعات مثل البيع بالتجزئة والتصنيع والنقل، التي يُهيمن عليها الرجال أو تتمتع بتوازن نسبي، هي التي شهدت أكبر انخفاض في الوظائف؛ بينما قطاع التعليم والرعاية الصحية الذي تغلب عليه النساء سجل نموًا وظيفيًا مستمرًا. هذا يشير إلى أن التراجع في مشاركة المرأة لا يرتبط فقط بالعوامل الاقتصادية التقليدية، بل يتعداها إلى أسباب اجتماعية، أهمها ارتفاع تكلفة رعاية الأطفال، وانتشار موجة “ربات البيوت” التي تروج لأدوار تقليدية للمرأة داخل المنزل عبر وسائل التواصل. ويتضح هذا من انخفاض نسبة مشاركة الأمهات الشابات (25 إلى 54 عامًا) اللاتي لديهن أطفال دون سن الخامسة.
تأثير موجة ما بعد الجائحة على مشاركة النساء في سوق العمل الأمريكي
ليس الانسحاب من سوق العمل مؤشرًا دائمًا؛ فقد زاد عدد النساء العاملات مع وجود أطفال صغار من 7.8 إلى 7.9 مليون خلال عامين، ما يلمح إلى طفرة ولادات بعد جائحة كورونا. فبعد تأجيل العديد من الأزواج الزواج خلال فترة الجائحة، شهد عام 2022 موجة زفاف وارتفاعًا في الولادات، مما قد يفسر الانخفاض المؤقت في المشاركة بسبب فترة إجازة الأمومة التي تستدعيها هذه الوفرة السكانية حديثة الولادة، وبالتالي فهي حالة مؤقتة أكثر منها تغيرًا جذريًا في سلوك العمل النسائي.
تحديات العودة إلى سوق العمل بعد إجازة الأمومة وتأثير سياسات العودة إلى المكاتب
يتوقع أن تعود الكثير من النساء إلى سوق العمل بعد انتهاء إجازة الأمومة، لكن هذه العودة ليست خالية من العقبات، خاصةً مع توجه العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية إلى فرض العودة الإلزامية للمكاتب وتقليص فرص العمل عن بعد. دراسة حديثة أظهرت أن الأمهات اللاتي أنجبن أثناء الجائحة تمكنّ من التوفيق بين العمل والأسرة بسبب نظام العمل عن بعد، لكن سياسات العودة الصارمة قد تقيد هذا التوازن، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه التغييرات على قدرة الأمهات الجدد على الاستمرار في العمل بنجاح.
| الفترة الزمنية | نسبة مشاركة النساء | نسبة مشاركة الرجال | ملاحظات |
|---|---|---|---|
| 1948 | 32% | 87% | الفجوة كبيرة بين الجنسين |
| نهاية التسعينيات | 60% | 75% | تقلص الفجوة بشكل ملحوظ |
| أوائل 2025 | 57.7% (ذروة ما بعد الجائحة) | 67.8% | أصغر فجوة تاريخيًا (10.1 نقطة مئوية) |
| أغسطس 2024 | 56.9% | 67.8% | تراجع في مشاركة النساء وتوسع في الفجوة |
