تذبذب مفاجئ .. تراجع سعر الذهب عالميًا رغم الأزمات مع توقعات المحللين بالتصحيح المؤقت والمستويات التاريخية

تراجع سعر الذهب عالمياً جاء كتصحيح طبيعي وسط تذبذب الأسواق، حيث بلغ الذهب حوالي 4093 دولارًا للأوقية مقابل الدولار الأمريكي، منخفضًا بنسبة 0.8% مقارنة بالجلسة السابقة، مع تذبذب يومي بين 4081 و4144 دولارًا للأوقية. يشير هذا التراجع إلى حركة تصحيح مؤقتة بعد موجة ارتفاعات قوية، إلا أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته الاستثمارية القوية.

لماذا يُعتبر تراجع سعر الذهب عالميًا تصحيحًا مؤقتًا وانتعاشة مرتقبة

يحظى الذهب بدور الملاذ الآمن في ظل الأزمات العالمية المتكررة، خاصة مع المخاوف المرتبطة بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وانخفاض نمو كبرى الاقتصادات، إلى جانب السياسات الحذرة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ ما يدعم استمرار الاتجاه الصاعد للذهب على المدى المتوسط. يوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن تراجع سعر الذهب عالميًا يعكس حركة تصحيحية طبيعية عقب الارتفاعات الأخيرة، ولا يمثل تغيرًا جوهريًا في اتجاه السوق. الطلب الاستثماري العالي وارتفاع احتياطيات البنوك المركزية من الذهب تؤكدان أن المعدن سيواصل الاستحواذ على اهتمام المستثمرين، وهذا التراجع يشكل فرصة ذهبية للشراء بدلاً من البيع.

البيانات الاستثمارية وتوقعات البنوك العالمية لسعر الذهب في الأعوام القادمة

تكشف البيانات أن الاستثمار في الذهب هذا العام حقق عوائد استثنائية، حيث استثمار بمبلغ 149 دولارًا قد جلب عائدًا يتجاوز 130% نتيجة تحركات الأسعار خلال 2024؛ ما يعكس جاذبية المعدن الأصفر رغم التذبذب الحاد. تبني البنوك العالمية الكبرى توقعات متفائلة لأسعار الذهب، حيث يذهب بنك HSBC إلى توقع متوسط سعر يبلغ 3455 دولارًا للأوقية في 2025، مع احتمال وصول السعر إلى 5000 دولار في النصف الأول من 2026. في ذات السياق، يتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن يبلغ المتوسط حوالي 4488 دولارًا خلال العام المقبل. هذه التوقعات تعكس ثقة المؤسسات المالية بقدرة الذهب على الوصول إلى مستويات تاريخية جديدة قريبًا.

العوامل المؤثرة على حركة سعر الذهب عالميًا في ظل التذبذب الحاد

يتوزع نطاق سعر الذهب خلال الـ52 أسبوعًا الماضية بين 2536 و4381 دولارًا للأوقية، مما يدل على حالة من التقلّب الشديد بسوق المعادن النفيسة. يتحكم في تحركات سعر الذهب عدة عوامل رئيسية مثل:

  • الاضطرابات الجيوسياسية وتأثيرها على الرغبة في الأصول الآمنة
  • استراتيجيات البنوك المركزية في شراء الذهب لتدعيم احتياطياتها
  • سياسات الاحتياطي الفيدرالي، خاصة رفع أو تثبيت أسعار الفائدة
  • تطورات الاقتصاد العالمي، خصوصًا معدلات النمو في الولايات المتحدة والصين
  • حركة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى وتأثيرها المباشر على الذهب

كل هذه العناصر تساهم في طبيعة حركة سعر الذهب عالميًا سواء بالإيجاب أو السلب؛ الأمر الذي يجعل من التراجع الحالي تصحيحًا مؤقتًا وسط رحلة صعود مستمرة.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.