تراجع مفاجئ .. الذهب ينهي سلسلة مكاسبه بعد 9 أسابيع متواصلة ويرسم مستقبل السوق

هبط سعر صرف الذهب مقابل الدولار XAUUSD خلال فترة التداول الأوروبية ليصل قرب مستوى 4055 دولار أمريكي، منهياً سلسلة مكاسب قوية استمرت تسعة أسابيع متتالية بعد تسجيله قممًا قياسية في الجلسات السابقة؛ وجاء هذا التراجع نتيجة عمليات بيع مكثفة وجني أرباح عقب الارتفاعات الحادة التي سجلها الذهب مؤخرًا، ليظهر تصحيحًا حادًا ضمن موجة الصعود طويلة الأجل التي يواصل المعدن الأصفر الاحتفاظ بها.

أسباب تراجع سعر الذهب مقابل الدولار وتأثيرها على السوق

جاءت الضغوط البيعية التي دفعت سعر الذهب مقابل الدولار للتراجع نتيجة تداخل عدة عوامل مهمة؛ فقد شهد السوق موجة تصفية مكثفة لمراكز الشراء، ما تسبب في أكبر خسارة يومية خلال خمس سنوات تجاوزت 5 بالمئة، إلى جانب انسحاب ملحوظ من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) والتي سجلت أدنى مستوى في حيازاتها منذ خمسة أشهر، مما يعكس تبدلًا مؤقتًا في توجهات المستثمرين. إضافةً إلى ذلك، أسهم التفاؤل حول المباحثات التجارية القادمة بين الولايات المتحدة والصين في تخفيف الطلب على المعدن كملاذ آمن، خاصة مع تزايد التوقعات بتحقيق انفراجة دبلوماسية خلال الأسبوع المقبل.

العوامل الأساسية الداعمة لاستقرار سعر الذهب مقابل الدولار على المدى المتوسط

رغم تصحيح سعر الذهب مقابل الدولار الحاد، تظل العوامل الأساسية التي تدعم المعدن الأصفر متماسكة؛ إذ لا يزال الذهب مرتفعًا بأكثر من 55 بالمئة منذ بداية العام، مدعوماً بالتوقعات التي تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين قبل نهاية العام، مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لامتلاكه. بالإضافة إلى ذلك، تستمر التوترات الجيوسياسية، لا سيما العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا، في تحفيز الطلب على الذهب كأصل آمن؛ كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم، مما يجعل توقعات سعر الذهب إيجابية على المدى المتوسط، إذ يُنظر إلى التراجع الحالي باعتباره تصحيحًا صحيًا ضمن مسار صاعد طويل وليس تحولًا في الاتجاه الأساسي.

تحليل فني لسعر الذهب مقابل الدولار وفرص التداول خلال الأيام المقبلة

على الإطار الزمني لأربع ساعات، يُظهر سعر الذهب مقابل الدولار استمرار الضغوط البيعية بعد فشل المعدن النفيس في اختراق المقاومة عند 4157 دولار أمريكي، ما دفع السعر إلى التراجع نحو مستوى الدعم المحوري عند 4055 دولارًا، والمتقاطع مع خط الاتجاه الصاعد الذي بدأ في أكتوبر الجاري؛ وتعكس هذه الحركة جني الأرباح بعد الارتفاعات الأخيرة، لا سيما مع دخول مؤشر ستوكاستيك RSI منطقة التشبع الشرائي، مما يعزز احتمالية حدوث تصحيح محدود في السعر على المدى القصير. وتُشير التوقعات إلى أن استمرار التداول أعلاه سيحافظ على الاتجاه الصاعد، مع احتمالية ارتداد السعر نحو 4097 دولار ثم 4157 دولار إذا تمكن المشترون من استعادة السيطرة؛ أما في حال كسر مستوى الدعم والإغلاق أدناه بثبات، فقد يمتد التصحيح نحو مستويات 4016 دولار، وربما يصل إلى 3945 دولار، خصوصًا مع استمرار ضغط الدولار قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة.