فُل لحج.. محصول يمد آلاف العائلات اليمنية بالأرزاق ويزرع الفرح في قلوبهم
يعتبر الفُل اللحجي أحد المحاصيل الزراعية الهامة في اليمن، ويعد مصدر رزق لآلاف العائلات التي تعتمد على زراعته وبيعه كمصدر دخل أساسي في المحافظة والمناطق المجاورة، حيث يضفي عبيره الفواح وسحره الخاص على مختلف المناسبات الاجتماعية.
أهمية الفُل اللحجي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية باليمن
يشكل الفُل اللحجي جزءاً لا يتجزأ من التراث الاجتماعي في اليمن، ويُرتبط بشكل وثيق بالأفراح والاحتفالات المتنوعة التي تشمل الأعراس وحفلات التخرج والتكريم، حيث لا تخلو أي مناسبة من وجوده؛ لما له من دلالات رمزية تعبّر عن الفرح والمودة والمحبة بين الناس، خصوصاً في المحافظات الجنوبية مثل لحج، عدن، أبين، وحضرموت. إضافة إلى أجوائه العطرية التي تملأ الأجواء، يلعب الفُل دوراً اقتصادياً حيوياً، فهو مصدر رأس المال الأساسي لعدد كبير من المزارعين الذين يكرسون جهودهم في زراعته، إلى جانب بائعيه الذين يعولون عليه في توفير دخلهم وتحسين معيشتهم.
واقع زراعة الفُل اللحجي ومستوى إنتاجه في اليمن
تتميز زراعة الفُل اللحجي بأنها نشاط زراعي محدود نسبياً مقارنة بالمحاصيل الأخرى في اليمن كالقات والحبوب والبن، إذ يشكل نسبة 24% من مجمل العاملين في القطاع الزراعي، حسب المهندس الزراعي صالح حسين الشرفي. رغم صغر حجم هذه الزراعة، يبقى الفُل نشاطاً مهماً اقتصادياً وشعبياً، ولكنه يعاني من غياب الإحصاءات الرسمية الدقيقة والتوثيق العلمي، حيث تعتمد البيانات على أبحاث محلية. كما تؤثر التحديات المناخية مثل موجات الجفاف، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية الراهنة، على جودة وكمية إنتاج الفُل، مما ينعكس بالسلب على المستفيدين منه من المزارعين والتجار.
- توفير فرص عمل لمئات الأسر في زراعة الفُل والبيع المباشر في الأسواق المحلية
- دعم النشاط الاقتصادي في لحج ما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي لأهالي المحافظة
محافظة لحج ودورها المحوري في زراعة وتسويق الفُل اليمني
تعتبر لحج المعقل الأساسي لزراعة الفُل اليمني، حيث تنتشر مزارعه في جميع أنحاء المحافظة التي تُعرف بـ«لحج الخضيرة» نسبة إلى غناها الزراعي، رغم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي هناك. يوضح المهندس صالح الشرفي أن لحج لا تزال تحتفظ بتهام زراعي متميز رغم تراجع الاهتمام بسبب عوامل متعددة مثل النزاعات والتغيرات المناخية التي أدت إلى تقليل الدعم الحكومي للمزارعين. ومع ذلك لا يزال الفُل اللحجي هو العلامة الفارقة التي تميز تلك الأرض، ويتيح فرص العمل للمزارعين والشباب في مراحل القطاف والبيع والترويج، مما يساهم في الاستدامة الاقتصادية للمجتمعات الريفية في لحج.
| العامل | الوصف |
|---|---|
| نسبة العاملين في زراعة الفُل | 24% من العاملين في القطاع الزراعي بصفة عامة |
| المناطق الأكثر زراعة للفُل | لحج، عدن، أبين، حضرموت |
| التحديات | التغيرات المناخية، نقص الدعم الحكومي، النزاعات |
تجارة الفُل اللحجي ودورها في نشر البهجة وتأمين الدخل
تنتشر رائحة الفُل في أسواق مدينة الحوطة عاصمة لحج، حيث يقوم المزارعون والتجار بتقديم أزهار الفُل البيضاء ذات العطر الفواح للأهالي خلال مواسم الحصاد، بينما تتفاوت الأسعار حسب الموسم وتفاصيل إعداد العقود الزهرية التي يستخدمها الناس في المناسبات. الفُل ليس مجرد زهرة تُباع، بل هو تعبير عن الفرح والحب والاحتفال الحياتي؛ إذ يساهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل وتمكين الكثيرين في توفير متطلبات معيشتهم، من خلال نشاط مستدام ينتشر بين القرى والمدن الصغيرة التابعة للمحافظة.
في النهاية، يظل الفُل اللحجي رمزاً حياً للفرح المستمر والرزق المتجدد، يعكس ارتباط الإنسان اليمني بأرضه وتراثه الزراعي العريق، ويُشكل حلقة وصل بين الماضي والحاضر في مشهد يمني متجدد يحمل في طياته أمل ومصدر حياة.
