إحياء توشكى .. الدكتور سعد نصار يكشف كيف أعاد السيسى عميد الاقتصاديين الزراعيين العرب الحياة إلى المشروع الزراعي الضخم

مشروع توشكى الزراعي: كيف أعاد السيسي الحياة لنواة التنمية الزراعية في مصر

يُعد مشروع توشكى الزراعي من المشاريع القومية التي تحمل آمالًا كبيرة لمصر، حيث يسعى لاستصلاح الأراضي وزيادة المساحات الزراعية بشكل يضمن الأمن الغذائي، ويعزز التنمية العمرانية والاقتصادية. ورغم بداياته المتعثرة، إلا أن المشروع شهد نهوضًا جديدًا خلال العامين الماضيين بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما جعله نموذجًا للتنمية الشاملة.

أسباب تعثر مشروع توشكى الزراعي وطريق عودته للحياة

تأخر تنفيذ مشروع توشكى بسبب خلافات سياسية بين قيادات الحكومة السابقة، وخاصة بين رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري وبعض وزرائه، ما أدى إلى توقف العمل لفترة طويلة رغم الدراسات التي بدأت في عام 1961 والتي أكد عليها خبراء الاقتصاد الزراعي مثل الدكتور سعد نصار. أوضح نصار أن المشروع ليس فقط توسعة للمساحات الزراعية، بل يرتبط بتوطين 3 ملايين نسمة وتطوير مناطق عمرانية في 8 محافظات، كما أن توشكى يعتمد كليًا على مياه النيل بدلًا من المياه الجوفية التي تعتمد عليها مشاريع أخرى. إعادة إطلاق المشروع تزامن مع قيادة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، حيث تم إزالة المعيقات الطبيعية مثل الكتل الصخرية، مما ساهم في استعادة ديناميكية تنفيذ المشروع.

مكونات واستثمارات مشروع توشكى الزراعي وأهميته الاقتصادية

مشروع توشكى ليس مجرد زراعة ورّي، بل يعتبر مشروع تنموي متكامل يشمل صناعات متنوعة، بالإضافة إلى الإسكان والكهرباء والتعليم والصحة. تبلغ الاستثمارات الإجمالية المخصصة له حوالي 300 مليار جنيه، منها حوالي 24 مليار جنيه للاستثمارات الزراعية التي تمثل 8% من الإجمالي، وتنفذ الحكومة منها 20% فقط، فيما من المتوقع أن يتحمل القطاع الخاص 80% من حجم الاستثمارات. أنشئت قناة رئيسية بطول 72.5 كيلومترًا مع أربعة فروع لترتوي أكثر من 540 ألف فدان، وهو جزء من المساحة المستهدفة التي تصل إلى 2.3 مليون فدان. وتشكل هذه القنوات وشبكات المياه عماد توفير المياه من بحيرة ناصر، عبر أكبر محطة رفع مياه في العالم بطاقتها الضخمة. ومع ذلك، فإن ضعف مشاركة القطاع الخاص ومحدودية تنفيذ المشاريع المصاحبة كانت من أبرز الأسباب التي أدت إلى تعثر المشروع سابقًا.

التحديات والحلول في تحقيق نجاح مشروع توشكى الزراعي المستدام

تم التركيز على أهمية التوسع الأفقي (زيادة المساحات الزراعية) بالتوازي مع التوسع الرأسي (زيادة إنتاجية الفدان) بسبب الزيادة السكانية والتحديات الغذائية. فمصر تحتاج لاستصلاح كل الأراضي الصالحة، حتى تلك المتاخمة للأراضي القديمة، لأنها لا تملك رفاهية اختيار أحد الخيارين فقط. تهدف مشروعات مثل توشكى وشرق العوينات ودرب الأربعين إلى زيادة نسبة السكان المأهولة من مساحة الأراضي في مصر من 5.5% إلى 25%، مع خلق فرص عمل وتحسين جودة الحياة من خلال التنمية البيئية والزراعية. من جهة أخرى، تشدد خطة المشروع على دمج الشباب وصغار المزارعين عبر جمعيات تعاونية توفر لهم قروضًا ميسرة وتدعم استخدام التكنولوجيات الحديثة، إلى جانب تسهيل إنتاج وتسويق المحاصيل. ويشمل التركيب المحصولي للمشروع محاصيل حقلية وشجيرات مثمرة، مع تربية أنواع مختلفة من المواشي، الأمر الذي يمثل قاعدة متينة لخلق مجتمع زراعي متكامل ومستدام.

المكون المساحة (فدان) المستثمر الرئيسي
القمح 225,000 جهاز مشروعات الخدمة الوطنية
النخيل 31,000 شركتا الزهراء الإماراتية والراجحي السعودية
الشركات الزراعية حوالي 27,000 (مزارع مستصلحة) جنوب الوادي، الراجحي، المملكة الزراعية

على الرغم من التحديات، هناك جهود واضحة لاستكمال تركيبات المشروع الزراعية وغير الزراعية لتحقيق الاستفادة القصوى وتأمين مستقبل زراعي متين لمصر.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.