تمويل صعب .. جوانا راميريز تكشف تحديات الزراعة المستدامة في دول الجنوب وتدعو للابتكار الصبور

تُعاني الزراعة المستدامة في دول الجنوب العالمي من نقص التمويل الصبور والمبتكر الذي يمكّن المزارع من تحقيق الاستدامة البيئية ومواجهة التحديات المناخية، وفق ما أشارت جوانا راميريز، منسقة التمويل المستدام في المنتدى العالمي للمناظر الطبيعية. يسلط مؤتمر الأطراف المعني بالتغيرات المناخية (COP30) في بيليم البرازيلية، المقرر عقده في نوفمبر 2025، الضوء على أهمية حماية الغابات وتأمين التمويل المستدام الذي يدعم المجتمعات الأصلية ويعزز سلامة النظم البيئية.

التحديات في توفير تمويل المناخ للزراعة المستدامة في دول الجنوب

يواجه تمويل استعادة الغابات وتعزيز الزراعة البيئية في دول الجنوب عقبات فنية وبيروقراطية؛ إذ ترتبط هذه العقبات بالمخاطر المتصورة المرتفعة وصعوبة الوصول إلى خدمات مالية ملائمة. تعاني هذه الدول من ندرة آليات تخفيف المخاطر مثل المساعدة الفنية والتأمين المعياري والضمانات الملائمة، رغم أهميتها في دعم الاستثمارات المستدامة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية دورًا رئيسيًا في تحسين الرصد والتحقق، ودعم التعاونيات الزراعية، وبناء ثقة المستثمرين عبر تعزيز الشفافية وتحقيق سلاسل قيمة أكثر عدالة. بالرغم من ذلك، تظل السياسات الضعيفة وغموض ملكية الأراضي وضعف دمج المعارف المحلية من أكبر المعوقات التي تعيق جذب التمويل.

كيفية التغلب على عوائق تمويل الزراعة المستدامة في دول الجنوب

يستلزم تجاوز هذه العقبات توفير تمويل صبور يدمج الابتكار مع هياكل حوكمة متطورة تدمج رأس المال التفضيلي والتجاري؛ ويجب أن يرتكز التنظيم على خلق شراكات تمكّن المجتمعات المحلية من قيادة استثمارات مستدامة طويلة الأجل مدفوعة بالتأثير. من الضروري أيضًا تبني نماذج تمويل تستجيب لخصوصيات كل موقع، مع إشراك مختلف أصحاب المصلحة لضمان دمج المعرفة التقليدية والابتكارات المالية البيئية، مما يؤثر بشكل مباشر في زيادة فرص الوصول إلى التمويل وتحقيق نتائج ملموسة.

خطوات لتعزيز دور صغار المزارعين والمجتمعات في تمويل الزراعة المستدامة

ينبغي أن يقوم تمويل المناخ على مبادئ تشاركية ومبنية على الموقع الجغرافي، حيث يجمع بين استخدام الذكاء الاصطناعي، وصور الأقمار الصناعية، والمعارف المتوارثة، إلى جانب الممارسات المالية الذكية مناخيًا. يتطلب الأمر الاعتراف الكامل بدور الشعوب الأصلية وصغار المزارعين وتمكينهم كمحركات رئيسية لإنشاء اقتصاديات مرنة مندمجة مع نظم بيئية تحافظ على التوازن. عبر ربط أهداف المناخ العالمية بالأدوات المالية الموجهة لإدارة الأصول المحلية، يمكن ضمان حرية الوصول إلى التمويل مع الإبقاء على نظام مساءلة فعّال يعزز التأثير الإيجابي على الأرض.

من خلال المنتدى العالمي للمناظر الطبيعية، يشدد المؤتمر على تعزيز وتوسيع جهود المجتمعات المحلية في الجنوب العالمي عبر برامج وشبكات متخصصة، ترمي إلى بناء علاقات شراكة قوية بين الجهات الفاعلة في الجنوب والشمال. ويتم تحفيز الحكومات وبنوك التنمية والمستثمرين من القطاع الخاص على الاستثمار في الحلول البيئية القائمة على المناظر الطبيعية المُدارة مجتمعيًا. تعقد فعاليات المناخ المختلفة، مثل GLF Climate 2025، منصات حيوية لربط صناع التغيير وتبادل الأفكار والاستثمارات لتحويل الالتزامات الدولية إلى واقع ملموس.

يمثل مؤتمر COP30 نقطة انطلاق لإعادة توجيه الموارد نحو حماية المناظر الطبيعية الحيوية مثل غابات الأمازون، عبر دمج المعرفة الأصلية والتنمية المجتمعية ضمن السياسات والتمويلات. يتيح هذا المؤتمر فرصة حقيقية لتحويل أطر عمل الاتفاقيات الدولية إلى أدوات تنفيذ فعلية تدعم الشعوب الأصلية وتزودهم بالصلاحيات اللازمة لاستدامة مواردهم.

يركز المؤتمر كذلك على خلق تحالفات فعالة بين القطاعات مثل الزراعة والغابات واستخدامات الأراضي والتمويل لتطوير أنظمة غذاء مستدامة وتوسيع إدارة الأراضي المناخية. يعزز أيضًا الربط بين الطبيعة والقطاع الخاص في مجالات الطاقة والتقنيات الرقمية والبنية التحتية، مع التأكيد على دمج العدالة الاجتماعية في مسارات التحول لضمان منفعة المجتمعات المستضعفة في البلدان النامية، مع الحفاظ على التوازن البيئي.

بهذه الخطوات المتكاملة التي تبدأ من تمويل المناخ الصبور والمبتكر، مرورًا بإشراك المجتمعات المحلية وتفعيل الشراكات بين الجهات المختلفة، يمكن ترسيخ أسس الزراعة المستدامة في دول الجنوب وتحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية المنشودة.