محادثات بالمبنى الشاهق .. احتشاد كبار مسؤولي أمريكا والصين لتفادي تصعيد حرب التجارة يعزز فرص الحلول الدبلوماسية
بدأ كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثات حاسمة في كوالالمبور لتجنب تصعيد حرب التجارة بينهما، وذلك في مسعى لترتيب اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال أيام قليلة. المحادثات التي تعقد على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تهدف إلى إدارة الأزمة بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية ابتداءً من الأول من نوفمبر، ردًا على الإجراءات الصينية الجديدة التي تضمنت ضوابط تصدير صارمة على المغناطيسات والمعادن الأرضية النادرة.
مفاوضات الاقتصاد الأمريكي الصيني في المبنى الشاهق
تجري محادثات الاقتصاد الأمريكي الصيني في برج ميرديكا 118 في كوالالمبور، وهو ثاني أطول مبنى بالعالم، حيث يشارك كبار المفاوضين منهم لي تشنغ قانغ عن الجانب الصيني، وجيمسون جرير إلى جانب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت. رغم أهمية اللقاء، إلا أن الجانبين الأمريكي والصيني والحكومة الماليزية لم يكشفوا عن تفاصيل كثيرة تخص الاجتماع، وهو ما يطرح تساؤلات حول شفافية المفاوضات ونتائجها المنتظرة.
- تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين ومحاولات إنقاذ الموقف من خلال المحادثات في ماليزيا
اللقاء المرتقب بين ترامب وشي ومسائل التجارة الحساسة
تحاول المحادثات تمهيد الطريق للقاء هام يوم الخميس في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بكوريا الجنوبية، حيث يعتزم ترامب مناقشة قضايا الزراعة مع شي، بالإضافة إلى ملف تايوان الذي سيظل حاضرًا في المباحثات رغم عدم وجود خطة لزيارة الجزيرة. كما ينوي ترامب تسليط الضوء على قضية جيمي لاي، قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ، في تعبير عن القلق الأمريكي إزاء الانتهاكات الحقوقية في المنطقة.
- السحابة المعتمة لحرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي
محاولات تخفيف حدة الخلافات التجارية بين واشنطن وبكين
يرى جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي بالمجلس الأطلسي، أن النجاح في تخفيف حدة الخلافات يتطلب إيجاد حلول وسط حول القيود الأمريكية على تصدير التكنولوجيا والضوابط الصينية على المعادن الأرضية النادرة. أما سكوت كنيدي، خبير الشؤون الصينية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فيعتقد أن الاتفاق سيكون علامة إيجابية، وإلا فإن التصعيد سيزداد حدة في ملفات الرسوم الجمركية.
| التاريخ | الحدث | التأثير |
|---|---|---|
| أبريل 2018 | فرض الرسوم الجمركية الشاملة من قبل ترامب | تصاعدت الحرب التجارية بين البلدين |
| مايو 2018 | هبوط مؤقت في التوتر عبر هدنة مدتها 90 يوما | خفض الرسوم الجمركية وتعزيز التبادل التجاري |
| سبتمبر 2018 | توسيع القائمة السوداء الأمريكية | انهيار الهدنة واشتداد النزاع التجاري |
| أكتوبر 2018 | الصين تفرض ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة | زيادة القيود وتأجيج التوترات بين الجانبين |
تبحث أمريكا والصين عن سبل تحفظ مصالحهما الاقتصادية وتقيهما مزيدًا من الضرر، خصوصًا في ظل تصاعد النزاعات التي بدأت تهدد بالتأثير على الاقتصاد العالمي برمته، وهو ما يجعل هذه المحادثات التي تستخدم الكلمة المفتاحية “محادثات الاقتصاد الأمريكي الصيني” ضرورة لا يمكن تجاهلها. يساعد نجاح هذه المحادثات على تجنب زيادة الرسوم الجمركية التي ترتب عليها أزمات متتالية في سلاسل التوريد والتجارة، كما تفتح المجال أمام استقرار السوق الدولي.
إن التعامل مع النزاع التجاري يتطلب تكاتف الجهود بين الطرفين مع التركيز على القضايا الفنية كالتحكم في تصدير المعادن الضرورية لصناعة التكنولوجيا والحد من الحظر المفروض على الشركات، إذ تشكل هذه العقبات مركز الخلاف الذي يجب حله بحكمة. محاولات التهدئة تدور حول كيفية إعادة إحياء الهدنة السابقة، التي شهدت تنازلات متبادلة، ليعود التبادل التجاري إلى مساره الصحيح دون أن تتعرض العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم لمزيد من التدهور.
في ظل توالي الإجراءات التصعيدية والردود المتبادلة، تبقى المحادثات الحالية فرصة نادرة لتفادي تحول الصراع التجاري إلى مرحلة أكثر حدة، ترتفع فيها نسبة الرسوم الجمركية وتتعطل حركة التجارة العالمية بشكل أوسع. لذلك، لا يمكن التقليل من أهمية استمرارية هذه المحادثات وإيجاد أرضية مشتركة حتى لو كانت محدودة، لضمان استقرار الأسواق وتقليل المخاطر الاقتصادية على كلا الجانبين.
