المركز الوطني للأرصاد.. تحذير عاجل من رياح قوية وأتربة تضرب مناطق متعددة اليوم

توقع المركز الوطني للأرصاد استمرار تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار على عدة مناطق في المملكة اليوم، في ظل تغيرات جوية انتقالية طبيعية خلال هذه الفترة من العام، وتشمل الحالة مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل، وتمتد حتى الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية. هذه الرياح تؤدي إلى انخفاض نسبي في مستوى الرؤية الأفقية على الطرق المكشوفة، خاصة في المناطق الصحراوية، وهو ما يستدعي من السائقين توخي الحيطة والحذر ومتابعة التنبيهات الصادرة عن الجهات المختصة لحماية سلامتهم.

تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار على السلامة المرورية في المملكة

تتسم الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار بتحكمها المباشر في جودة الرؤية الأفقية، وهو ما ينعكس بدقة على السلامة المرورية في المناطق المكشوفة، ولا سيما الطرق الصحراوية المفتوحة داخل المملكة؛ حيث تتسبب في تدهور الرؤية بشكل ملحوظ. ينصح المركز الوطني للأرصاد بضرورة التزام السائقين بإرشادات السلامة واتباع التعليمات المعلنة عبر نشرات الطقس؛ لضمان التنقل الآمن خلال هذه الفترات التي تشهد تقلبات جوية حادة.

تطورات الأحوال الجوية في المرتفعات الجنوبية الغربية ودورها في تكوين السحب والمطر

تظل المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة مهيأة تمامًا لتكوين السحب الرعدية الممطرة، لا سيما في أجزاء من منطقتي جازان وعسير؛ حيث يزداد احتمال هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة برياح سطحية نشطة. وتأتي هذه التغيرات ضمن النمط المعتاد في شهري أكتوبر ونوفمبر، الذي يشهد تداخل الكتل الهوائية الحارة القادمة من الجنوب مع تيارات باردة من الشمال، ما يؤدي إلى عدم استقرار جوي في عدد من المناطق، ويساهم في تنوع حالة الطقس بين الغبار والأمطار حسب الموقع الجغرافي.

حركة الرياح والبحر في البحر الأحمر والخليج العربي وأثرها على النشاط البحري

يشير المركز الوطني للأرصاد إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى شمالية على الأجزاء الشمالية والوسطى، وتتحول إلى جنوبية غربية إلى شمالية غربية على الجزء الجنوبي بسرعة تتراوح بين 15 و30 كيلومترًا في الساعة، مع ارتفاع موج يتراوح بين نصف متر ومتر ونصف، مما يجعل حالة البحر خفيفة إلى متوسطة الموج، وبالتالي تسمح باستمرار الأنشطة البحرية في معظم المرافئ الساحلية. أما في الخليج العربي، فتكون الرياح السطحية شمالية غربية إلى غربية بسرعة من 10 إلى 25 كيلومترًا في الساعة، مما يحافظ على استقرار نسبي وسلامة للملاحة البحرية بسبب خفة الموج، ويرجع ذلك إلى الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة والرطوبة خلال الأسابيع الماضية.

من جهة أخرى، يرى خبراء الأرصاد في استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار عبر أرجاء واسعة من المملكة مؤشرًا صريحًا لبداية المرحلة الانتقالية نحو أجواء أكثر اعتدالًا مع اقتراب موسم الشتاء القادم، المتوقع أن يتميز بدرجات حرارة أقل من العام الماضي. تعمل هيئة الأرصاد على تحديث نشراتها بشكل مستمر، وتعزز تنسيقها مع الجهات الحكومية لضمان سرعة الاستجابة تجاه أي حالات جوية طارئة، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطًا ملحوظًا للرياح المثيرة للغبار، مسجّلة بذلك استجابة متطورة وفق رؤية السعودية 2030.

تنبض المملكة حاليا بتغيرات مناخية تجمع بين دفء الخريف وبرودة الشتاء القادم، وسط منظومة متكاملة من إجراءات الرصد والتنبؤ تعتمد أحدث التقنيات مثل الأقمار الصناعية، لضمان دقة المعلومات وفاعلية الاستجابة. وتستمر الحالة الجوية المتقلبة حتى منتصف الأسبوع المقبل، مع مؤشرات على انتقال الكتل الهوائية الباردة نحو وسط وشمال المملكة، ما يعزّز من تنوع الطقس ويؤثر على أنماط الرياح والأمطار في مناطق واسعة، بما يعكس الطبيعة الجغرافية المناخية المتعددة التي تتميز بها المملكة بشكل خاص.