تحركات متزنة .. ارتفاع طفيف في سعر الذهب محليًا رغم تراجع الأسعار عالميًا بسبب جني الأرباح
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا محدودًا خلال تعاملات السبت، بعد موجة تراجعات حادة للأوقية بلغت 3.3% في الأسبوع الماضي، متأثرة بقوة الدولار وحركة جني الأرباح، مع تحسن نسبي في شهية المخاطرة نتيجة مؤشرات إيجابية لعلاقات التجارة بين الولايات المتحدة والصين. هذا الارتفاع جاء بعد فترة من التقلبات التي شهدها المعدن الأصفر على الصعيد العالمي.
تحليل أداء أسعار الذهب في السوق المحلية وتأثير مؤشر الدولار
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا بحوالي 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 5550 جنيهًا، بينما استقرت الأوقية عند 4114 دولارًا بعد تراجع بنحو 140 دولارًا الأسبوع الماضي. كما سجل عيار 24 قيمة 6343 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4757 جنيهًا، وعيار 14 حوالي 3700 جنيه، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 44400 جنيهًا. يرتبط هذا التحرك بأسواق المال العالمية وبقوة مؤشر الدولار التي تؤثر بشكل مباشر على تحركات المعدن النفيس في السوق المحلية والعالمية، في ظل تأثر المستثمرين بحالة التوازن بين جني الأرباح والطلب المتجدد.
تأثير التضخم الأمريكي على تحركات أسعار الذهب والتوقعات المستقبلية
شهد الذهب انتعاشًا جزئيًا بعد صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر التي جاءت أقل من التوقعات، مما عزز توقعات خفض الفائدة. سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 3% على مدار الاثني عشر شهرًا المنتهية في سبتمبر، أقل من التوقعات البالغة 3.1% ولكنه أعلى من 2.9% في أغسطس؛ كما توسع مؤشر أسعار السلع الأساسية باستثناء الغذاء والطاقة بنسبة 3% على أساس سنوي، مع توقع احتمالية 96% لخفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في أكتوبر. يعكس هذا المناخ الاقتصادي تحولات في نشاط الأعمال وثقة المستهلك، إضافة إلى تأثيرات التوترات الجيوسياسية، والتي تضيف تقلبات على سعر الذهب كملاذ آمن، خاصة مع تحركات ترامب الأخيرة في فرض عقوبات على روسيا.
توقعات سوق الذهب وسط التذبذب والتحولات الجيوسياسية
بحسب سعيد إمبابي، حقق الذهب مكاسب استثنائية هذا العام تجاوزت 57% بدعم التوترات الجيوسياسية وارتفاع مشتريات البنوك المركزية، إضافة إلى توقعات تيسير السياسة النقدية الأمريكية. بالرغم من انخفاض عوائد سندات الخزانة وتراجع العوائد الحقيقية، شهد المعدن تصحيحًا فنيًا بعد تسعة أسابيع متواصلة من الصعود، ما يمثل رابع أطول فترة ارتفاع منذ عام 1978. التاريخي يظهر أن مثل هذه الفترات الطويلة من المكاسب غالبًا ما تتبعها تراجعات قصيرة، تهيئ السوق لاستئناف الصعود على المدى البعيد. تتوقع مؤسسات كبرى مثل جي بي مورجان وصول متوسط سعر الذهب إلى 5055 دولارًا للأوقية بحلول الربع الأخير من 2026 مع استمرار مشتريات المؤسسات والبنوك المركزية. كما يشير التحليل إلى أن التصحيح الأخير يعد حركة صحية ضرورية لاستدامة الزخم الإيجابي، خصوصًا مع استمرار الضغوط التضخمية وتوقعات السياسة النقدية التيسيرية، مما يحول التراجع إلى فرصة شراء للمستثمرين بدلًا من تغيير جذري في الاتجاه.
| العيار | السعر بالجنيه |
|---|---|
| عيار 24 | 6343 |
| عيار 21 | 5550 |
| عيار 18 | 4757 |
| عيار 14 | 3700 |
| جنيه الذهب | 44400 |
ما يشير إليه السوق من تقلبات وأسعار يظهر أن الذهب يحتفظ بمركزه كأحد أهم أدوات التحوط أمام المخاطر الاقتصادية والسياسية المتزايدة، إذ تبقى مصادر عدم اليقين الاقتصادية العالمية، مثل التضخم المرتفع والسياسات المالية النقدية، إضافة إلى التصاعد في التوترات الجيوسياسية، عوامل تدعم استمرار الاتجاه الصاعد للمعدن الثمين رغم التصحيحات المؤقتة. هذه الديناميكية تضع أسعار الذهب ضمن نطاق من التماسك المؤقت وإعادة التقاط الأنفاس، مما يمهد لجولات جديدة من الارتفاعات مع استمرار الطلب المؤسسي وصعود مشتريات البنوك المركزية في الأسواق العالمية.
