مفاجأة الاقتصاد الأمريكي.. معادن البرازيل ورقة نادرة تُحدث تحولات في مفاوضات الرسوم
تتمتع البرازيل بدور حيوي في مفاوضات الرسوم الجمركية الأمريكية بفضل مواردها الوفيرة من المعادن النادرة، التي تعتبر حجر الزاوية للصناعات التكنولوجية الحديثة. هذه المعادن تكمن في باطن الأرض البرازيلية، حيث تحتل البلاد المركز الثاني عالميًا من حيث الاحتياطيات، مستخدمة في قطاع المركبات الكهربائية والطاقة الشمسية والهواتف الذكية، بالإضافة إلى التطبيقات العسكرية مثل المحركات النفاثة والصواريخ الموجهة.
أهمية المعادن النادرة في المفاوضات الأمريكية البرازيلية
يمثل وجود المعادن النادرة في البرازيل بطاقة تفاوض استراتيجية قوية في مواجهة الولايات المتحدة؛ إذ تشترك البرازيل مع الصين في امتلاك كميات هائلة منها، ما يمنحها تأثيرًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا مهمًا. الصين التي تخوض نزاعًا تجاريًا مع واشنطن، تسيطر على إنتاج هذه المعادن بنفوذ شبه كامل، بينما تعمل البرازيل على تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة عبر استثمار رؤوس الأموال الأمريكية في مواردها المعدنية. من المنتظر أن يناقش الرئيس لولا دا سيلفا مع دونالد ترامب المواضيع المرتبطة بالمعادن النادرة، إضافة إلى قضايا دولية متعددة خلال لقائهما على هامش قمة آسيان.
النفوذ الجيوسياسي للمعادن النادرة وأثرها على العلاقات الدولية
تمثل المعادن النادرة، التي تشمل 17 عنصرًا ثقيل الوزن، مصدر نفوذ جيوسياسي بالغ الأهمية؛ إذ تحتل البرازيل مكانة بارزة باحتياطيات تقدر بحوالي 21 مليون طن، مقارنة بنحو 44 مليون طن للصين وفقًا للهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجي. تسيطر الصين ليس فقط على الاحتياطيات، بل أيضًا على عمليات استخراج المعادن ومعالجتها، مما يجعلها لاعبًا قويًا في سوق المعادن النادرة. في ظل القيود الصينية الأخيرة على صادرات تكنولوجيا هذه المعادن، تسعى الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها مع أستراليا والبرازيل لضمان الإمدادات، فيما تستعد لمحادثات مرتقبة مع الصين في كوالالمبور.
فرص البرازيل في تعزيز الاستثمار بالمعادن النادرة وتعقيدات الشراكات الدولية
يشير وزير المناجم والطاقة البرازيلي ألكسندر سيلفييرا إلى وجود “نافذة فرصة عظيمة” نتيجة التوتر بين بكين وواشنطن، معتمدًا بشكل كبير على استثمارات الشركات الأمريكية في قطاع المعادن النادرة داخل البرازيل. إلا أن خبراء مثل خيلبرتو فرنانديز دي سا يؤكدون أن أغلب الشركات الأجنبية لا تزال تقتصر على عمليات الاستخراج دون التقدم نحو الصناعات الأكثر تعقيدًا مثل فصل المعادن وتصنيع المكونات المغناطيسية. وفي الوقت ذاته، تفضل البرازيل بناء شراكات مع الصين للاستفادة من خبراتها المتقدمة، في ظل مكانة الأخيرة كشريك تجاري رئيسي واستثماراتها الكبيرة في قطاع السيارات البرازيلي. وهذا الوضع يضع البرازيل في موقع استراتيجي معقد، حيث إن التقارب مع الصين قد يسبب توترًا في علاقاتها مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل الانتماء المشترك إلى تحالف «بريكس» الاقتصادي.
| الدولة | احتياطيات المعادن النادرة (مليون طن) | دور في سوق المعادن |
|---|---|---|
| الصين | 44 | رائدة في الإنتاج والمعالجة |
| البرازيل | 21 | ثانية من حيث الاحتياطات، تعتمد على الشراكات لتطوير الصناعة |
| أستراليا | احتياطيات كبيرة | شريك للولايات المتحدة في تأمين الإمدادات |
