حظر الجبن.. خلافات حادة بين لندن وبروكسل تعيد باء 2001 للمواجهة وتزيد التوتر السياسي

حظر استيراد الجبن من الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة يثير توتراً جديداً في العلاقات بين لندن وبروكسل، خاصة بعد قرار بريطانيا في أبريل الماضي بمنع دخول منتجات الألبان واللحوم الأوروبية للاستهلاك الشخصي، وذلك ضمن إجراءات وقائية ضد مرض الحمى القلاعية الذي انتشر في أوروبا. الحظر يشمل مواد متعددة مثل الجبن والنقانق والشوكولاتة التي تحتوي على منتجات ألبان غير معالجة، ويلزم المسافرين البريطانيين بتسليم هذه المنتجات عند الحدود أو مواجهة غرامات مالية.

تداعيات حظر استيراد الجبن من الاتحاد الأوروبي على سوق المنتجات البريطانية

يعد قرار بريطانيا بحظر استيراد الجبن من الاتحاد الأوروبي ضربة لصناعة مستوردي الألبان في المملكة المتحدة، إذ أدى إلى تراجع مبيعات متاجر الجبن الأوروبية التي تعتمد على السياح البريطانيين بشكل كبير. متجر “فروماجيري فرديناند” في باريس، الذي يقع قرب محطة “غار دو نور”، شهد انخفاضًا ملحوظًا في إقبال العملاء البريطانيين بعد هذا الحظر. وأكد صاحب المتجر أن العملاء كانوا يعتمدون على تقنية تفريغ الهواء لتسهيل نقل الجبن إلى بريطانيا، لكن القيود الأخيرة أثرت سلبًا على هذه التجارة، خاصة مع التشدد الفرنسي في مراقبة جودة وصحة المنتجات.

الأسباب الصحية وراء حظر استيراد الجبن من الاتحاد الأوروبي ومخاوف تفشي الحمى القلاعية

يأتي حظر استيراد الجبن واللحوم من أوروبا في سياق مكافحة انتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية، وهو مرض شديد العدوى يؤثر على الأبقار والأغنام والخنازير، ولا ينتقل إلى البشر لكن يهدد القطاع الزراعي بشكل كبير. تفشي المرض خلال عام 2001 وما تبعه من خسائر فادحة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي دفع إلى اتخاذ هذا الحظر الوقائي. تفشي المرض في دول مثل ألمانيا والمجر وسلوفاكيا أظهر أهمية الإجراءات الصارمة، التي تشمل إعدام الحيوانات المصابة وإنشاء مناطق حماية، لمنع توسع العدوى والحفاظ على الصحة الحيوانية.

تأثير القيود الصحية على العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي

على الرغم من تحسن العلاقات بين لندن وبروكسل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن حظر استيراد الجبن واللحوم يبقي حالة من الجمود في التواصل التجاري بين الجانبين. يضع هذا الحظر سواء في استيراد المنتجات الشخصية أو أداء الأسواق الأوروبية والبريطانية، تحديات إضافية على تجار الجبن والمنتجات الغذائية، مع تكبد خسائر مالية وتأثير سلبي على ثقافة تبادل الهدايا الغذائية بين السكان. يُفرض غرامات تصل إلى 5000 جنيه إسترليني على المخالفين، في حين تستمر إجراءات الأمن الحيوي المشددة على الواردات التجارية لضمان سلامة المنتجات الغذائية داخل المملكة المتحدة.

العام عدد الحيوانات المُعدامَة التكلفة المقدرة (£) ملاحظات
2001 أكثر من 6 ملايين 8 مليار جنيه إسترليني تأثر القطاعان العام والخاص في بريطانيا
2001 – الاتحاد الأوروبي 4 ملايين 2.7 مليار يورو تشمل تعويض المزارعين والتدابير الاحترازية
2007 تأثر 8 مزارع 147 مليون جنيه استرليني تكلفة الحظر على حركة الماشية

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.