تجديد الحياة.. طريق الشيخ محمد بن زايد يعيد الأمل ويُنقذ تعز اليمنية
طريق الشيخ محمد بن زايد يمثل شريان حياة جديدًا أعاد الأمل لمدينة تعز اليمنية بعد سنوات طويلة من الحصار الشديد الذي لحق بها، حيث فتحت هذه البنية التحتية الطريق أمام ملايين السكان الذين عانوا من انقطاع الاتصال بالعالم الخارجي بسبب حصار مليشيات الحوثي.
تفاصيل إنشاء طريق الشيخ محمد بن زايد وأهميته لتطوير تعز
يمتد طريق الشيخ محمد بن زايد بطول 81 كيلومترًا ويُنفذ على ثلاث مراحل، متجاوزًا حاجز الجبال والوديان وعبور مجاري السيول التي شكلت تحديًا هندسيًا كبيرًا؛ حيث يبدأ من مدينة المخا التاريخية مرورًا بمناطق موزع، والوازعية، والمعافر، ليصل أخيرًا إلى مدينة تعز؛ ويتميز الطريق بعرض يتجاوز 19 مترًا، يتضمن حارتين كل منهما بعرض 7 أمتار، إضافة إلى جزيرة وسطية مزروعة بالأشجار، وجسور رئيسية مثل جسر موزع بطول 120 مترًا وجسر السويداء بطول 60 مترًا، فضلاً عن عشرات القنوات الحجرية والخرسانية المخصصة لتصريف المياه، الأمر الذي يجعل الطريق يواكب المواصفات العالمية للطرق السريعة؛ وقد تدخل في التنفيذ ثلاث شركات محلية استخدمت نحو 300 آلية وعمل بها حوالي 3 آلاف عامل، ما يعكس عطاء المجتمع المحلي والتقنيات الحديثة التي استخدمت لضمان فعالية هذا الشريان الحيوي.
مرحلة افتتاح الطريق وتأثيرها المباشر على سكان تعز
في أكتوبر 2022، شهدت مدينة تعز انطلاقة مشروعية للطريق مع افتتاح المرحلة الأولى الممتدة 37 كيلومترًا من مفرق موزع – المخا وحتى منطقة الكدحة، وهو الشريان الأول الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي منذ بداية الحصار؛ حيث أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية، الفريق الركن طارق صالح، أن هذه المرحلة تمثل خطوة حيوية في فك العزلة عن تعز؛ كما أثنى على الدعم الإماراتي المستمر في تطوير البني التحتية في الساحل الغربي، مؤكدًا حرص القيادة على استكمال المرحلة الثانية من المشروع والتي تربط مفرق المخا – موزع بمدينة المخا، إضافة إلى التنسيق لإعداد دراسات فنية لتطوير المقطع الرابط بين البرين والكدحة، بهدف تحقيق طريق سالك يربط المدينة بالميناء والمطار، ما ييسر حركة النقل والتجارة ويعزز الاقتصاد المحلي؛ وتأتي هذه الجهود في ظل تصعيد مليشيات الحوثي التي تعمد إلى قطع الطرق وزرع الألغام خدمة لمشروعها الإقليمي المتمثل بالدعم الإيراني.
الدعم الإماراتي لمسيرة التنمية وتعزيز البنية التحتية في الساحل الغربي
تشير البيانات الرسمية إلى مرور حوالي 28 ألف شاحنة بضائع وأكثر من 16 ألف مسافر عبر طريق الشيخ محمد بن زايد خلال النصف الأول من 2025، ما يعكس أهميته كمعبر حيوي بين المناطق المحررة؛ وأوضح المهندس سليم البدوي من شركة عدن للمقاولات أن الطريق أنجز نحو 80% من المشروع، ويجري حالياً العمل على إكمال الجزء الواصل من مفرق موزع إلى المخا؛ وقد نُفذ المشروع بمواصفات عالمية وبمتابعة دقيقة من نائب الرئيس اليمني الفريق أول طارق صالح، مع دعم مباشر من دولة الإمارات التي أولت الأولوية لهذه المشاريع الحيوية لما لها من أثر كبير في تحسين حياة اليمنيين؛ إضافة إلى ذلك، تشمل المشاريع الإماراتية في الساحل الغربي بناء الطرق ودعم المستشفيات والمدارس وتوسعة شبكات المياه وتقديم المساعدات الإنسانية؛ كما تتواصل جهود تطوير البنية التحتية عبر مشاريع أخرى مثل طريق النصر بطول 67 كيلومترًا، وتأهيل شوارع المخا الداخلية، وترميم طريق المخا – رأس العارة، وتشييد خط ساحلي جديد للمخا؛ هذا الدعم المكثف أسهم في توفير فرص العمل لآلاف اليمنيين من مختلف المحافظات، وعزز من كفاءة الطرق ورفع مستوى الحياة في الساحل الغربي.
| مرحلة المشروع | الطول (كم) | المناطق الممر بها |
|---|---|---|
| المرحلة الأولى | 37 | من مفرق موزع – المخا إلى الكدحة |
| المرحلة الثانية | غير محدد بعد | مفرق المخا – موزع إلى مدينة المخا |
| المرحلة الثالثة | جزء من المقطع الأخير | من موزع إلى المخا |
يمثل طريق الشيخ محمد بن زايد نقطة تحول كبيرة في حياة سكان تعز، حيث أصبح بمثابة شريان حيوي يسهل تنقل المواطنين وتدفق البضائع، ويخفف من معاناة الحصار الطويل؛ كما أنه يعكس التعاون البناء بين اليمن والإمارات في سبيل إعادة إحياء الأمل والنهوض بالتنمية في منطقة تأثرت كثيرًا بالصراع.
