قفزة مفاجئة .. أسعار النحاس تسجل مستوى تاريخي وسط أزمات المناجم ورسوم واشنطن المتصاعدة

شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا غير مسبوق وصلت إلى مستوى تاريخي، نتيجة تعدد الأزمات التي تواجه عمليات التعدين والرسوم الجمركية الأمريكية التي أثرت سلبًا على المعروض العالمي من هذا المعدن الحيوي. ارتفع سعر النحاس القياسي في بورصة لندن بنسبة 1% ليصل إلى 11137 دولارًا للطن، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في مايو 2024، مما يعكس تزايد المخاوف من نقص الإمدادات وتأثير اضطرابات المناجم الكبرى.

تأثير أزمات المناجم على ارتفاع أسعار النحاس القياسية

تسببت المشكلات التشغيلية في عدد من أكبر مناجم النحاس حول العالم في زيادة الضغط على المعروض؛ فعلى سبيل المثال، توقف الإنتاج في منجم فريبورت-ماكموران بإندونيسيا، وهو ما قاد إلى تقليل حجم الإمدادات المتاحة في السوق العالمية. هذه الاضطرابات أعادت رسم توقعات نمو قطاع النحاس، من فائض كان متوقعًا إلى عجز ملحوظ في السوق؛ إذ أكدت تحليلات جيفريز أن التحديات في المناجم الرئيسية ستدفع إلى عجز كبير في الإمدادات خلال العام المقبل. تزامن ذلك مع الحفاظ على انخفاض الإنتاج في شركة أنتوفاجاستا التشيلية، التي أعلنت عن تحقيقها أدنى التوقعات لعام 2024.

العقوبات والرسوم الجمركية وتأثيرها على أسعار النحاس العالمية

أثرت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على واردات النحاس بشكل مباشر على الأسعار، حيث أدت هذه الإجراءات إلى تقلص المعروض في الأسواق الدولية ورفع تكلفة النحاس التي تعتمد عليها قطاعات البناء والتصنيع والكهرباء. هذا التداعيات الجمركية، إلى جانب القيود المفروضة على الإنتاج، شكلت مزيجًا دفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة قياسية، ما يضاعف من تداعيات نقص العرض على الاقتصاد العالمي.

الاستثمارات في صناعة النحاس وتحولاتها الجغرافية وتأثيرها على السوق

في ظل هذه التحديات، بدأت استثمارات نوعية في بعض الدول المنتجة للنحاس لتخفيف الأزمة بشكل تدريجي؛ فالإمارات، على سبيل المثال، تلعب دورًا متزايد الأهمية من خلال دعم إعادة تأهيل وزيادة طاقة إنتاج مناجم النحاس في زامبيا. هذه التحولات تسعى إلى تعزيز الإمدادات العالمية على المدى المتوسط، لكنها لا تزال غير كافية لتغطية الطلب المتزايد حاليًا. وتعد هذه الجهود محاولة حقيقية لتحسين توازن السوق الذي شهد تقلبات حادة نتيجة المشكلات الفنية والسياسية المؤثرة على الإنتاج.